قادة بن عمار
غريب جدا أمر بعض القنوات العربية، ففي الوقت الذي كنا نشتكي فيه "المناسباتية المقيتة" في طرح القضية الفلسطينية بل ومن تراجع الحديث عن قرار ترامب حول القدس كخبر أول في النشرات إلى الخبر الأخير، لم تجد بعض القنوات"العربية" مانعا ولم تستح حين وصفت الشهداء الفلسطينيين بالقتلى مثلما تفعل قناة "ميدي 1" المغربية!
المصيبة أن هذه القناة “مغربية”، وبالتالي فهي مملوكة في معظمها لبلد يقول ملِكه إنه “رئيس لجنة القدس” فكيف يسمح بوصف الشهداء بـ”القتلى”؟ بل وكيف تتعمد القناة أن تفرض حتى على الضيوف البقاء “محايدين” فلا يطلقون وصف “الشهيد” في تحليلاتهم!
هذا الأمر “مخزٍ جدا” ويقع في وقت تراجعت فيه “الجزيرة” القطرية نسبيا عن استضافة شخصيات صهيونية في برامجها، خصوصا عقب فضيحة “الاتجاه المعاكس” والتي خرج فيها أحد الصهاينة عن “نفاقه” فشتم وسب العرب، من دون أي تدخل من القناة بحجة ضمان استمرار نجاح شعارها الرأي والرأي الآخر!
شخص آخر قدم نفسه هذا الأسبوع كرئيس لمنظمة حقوق الإنسان في الكيان الصهيوني وهو يهودي لبناني، خرج على شاشة “روسيا اليوم” باللغة العربية، ليتحدث عن الطفلة البطلة عهد التميمي قائلا إنها مجرمة “فكيف تصفع جنديا من جنودنا البواسل “؟؟، في إشارة منه للقتلة من جنود الجيش الاستيطاني الذي يحمييه وبقية المحتلين!
الإعلام ليس سهلا والمعركة التي تحدث فيه، قد تكون على نفس أهمية المعارك المندلعة على الأرض، وبالتالي فلا يجوز التسامح مع خطابه، ولا مع أي خطأ فيه، بل يجب اعتباره جريمة حقيقية ومؤامرة على قضيتنا المركزية إلى أن يثبت العكس!
لا تعليق