لم تكد لذكرى الفاتح من نوفمبر من الولوج، حتى انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي على غرار الفايبسوك، التويتر،محتفية بهذه المناسبة "الفيصل" في تاريخ الجزائر على الإطلاق. هذه المحطة التي كانت بمثابة نقطة تحول جذرية تغير فيها مجرى تاريخ الجزائر والجزائريين، نقشت أحداثها بحروف من الذهب بشهادة العدو قبل الصديق، فما لبث أن تحولت إلى حكاية وفاء متجذرة لا تزال محفورة في قلوب كل الجزائريين.
اثنان وستون سنة مرت على إرادة شعب قرر فيها حمل السلاح في وجه العدو الغاصب وأصر على خوض المقاومة بأي شكل من الأشكال في سبيل استرجاع السيادة.
مواطنون …و شخصيات حكومية و إعلامية تغنت بثورة التحرير !
الفاتح من نوفمبر 1954، أطلقت فيه أولى رصاصات الحرية والاستقلال ورفع الجزائري الحر صوته صارخا في وجه الظلم والاستعباد. هذا الموقف الّذي ظلت طبيعة الفرد الجزائري منذ ذلك الوقت ولغاية الآن مخلصة له.هذا ما ترجمه التفاعل الملحوظ الّذي كان عبر مواقع التواصل الاجتماعي والّذي رصده موقع “قنوات الشروق”.
أبانت التغريدات التي اكتسحت موقع “الفايسبوك” و”التويتر” على عمق هذه المناسبة في نفوس أبناء الجزائر، فجعلت كل واحد منهم يفضي بمكنوناته، مجمعين على فخرهم واعتزازهم بثورتهم المجيدة والشهداء الأبطال، ورسموا صورا على عظمة الثورة التحريرية الجزائرية، فمنهم من ذهب إلى أن الجزائر لا تزال وفية لهم وجعل يخوض في سير المجاهدين، ومنهم من ذهب إلى أن الشعب الجزائري لا يزال مقصرا في حق الأحداث الدامية التي تمخضت عنها الحرية والاستقلال.
شهد “العالم الافتراضي” تفاعلا وحراكا أيضا حتى من قبل الوجوه الرسمية والمعروفة على غرار وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط و سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، مرورا بالوجوه الإعلامية الجزائرية سواء داخل الوطن وخارجه،واّلتي وقفت مطولا ترسم وقع هذه المناسبة في نفوسها وعبّروا عبر صفحاتهم عن امتنانهم اللامتناهي وفخرهم للتاريخ الجزائري الحافل بالثورات المجيدة.
“الفايسبوك” يؤرخ أول نوفمبر الذهبي ويحتفي به… و”غوغل” يتجاهله!
لم ينس الموقع الافتراضي الأزرق “الفايسبوك” مناسبة الفاتح من نوفمبر 1954 بالجزائر، حيث ذكّر من خلاله أن الجزائر تحتفي بأهم مناسبة تاريخية كان لها الفضل فيما تنعمه في الوقت الراهن، فيما قابل محرك البحث “غوغل” الذكرى بجفاء و تنكر، والذي استبدل أحد أبرز الأحداث التي شهدها التاريخ وهي ثورة الجزائر ضد المستعمر الفرنسي الّذي جثم على صدر الجزائر والجزائريين لمدة فاقت 132 سنة بميلاد أحد المطربين اللبنانيين المعروفين “وديع الصافي”، وإن كان للرجل تاريخه الحافل أيضا فإن للثورة الجزائرية التحريرية لها وزن وثقل أكبر.
وبالتتبع لكرنولوجيا الأحداث، رصد موقع “قنوات الشروق” أن محرك “غوغل” لم يحتف قط بهذه المناسبة وكان يكتفي برصده لمناسبة الاستقلال الجزائري تاريخ الخامس من شهر جويلية، الأمر الذي رسم نقاط استفهام عديدة حول سبب هذا التنكر البائن والواضح لمناسبة جليلة مثل هذه، ولربما كان السبب وراء ذلك قرار الحكومة الجزائرية الأخير الّذي منع الشركات العمومية والخاصة الجزائرية، من نشر الإشهار والإعلانات عبر شبكة الانترنت باستخدام خدمة الإعلانات “أد وردز” التي يوفرها موقع غوغل.
وإن كانت هذه الحجة غير مقنعة، فقرار منع الإشهار من قبل الحكومة الجزائرية قد طال أيضا موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك أدس”، ولكن هذا الأخير لم يجد مانعا أو حرجا في التذكير بهذه المناسبة ومشاركة الجزائريين الاحتفال معهم.
1 تعليق
تعليق 20880
oui mes malheuresement