نشيدة قوادري
اضطر الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات إلى منح مترشحين "أحرار" لم يجتازوا "البكالوريا الرياضي"، بسبب عدم استلامهم الاستدعاءات لأسباب تقنية، علامات "جزافية"، في الوقت بدل الضائع، تفاديا لأي حركة احتجاجية للمعنيين، خاصة أنه لم يعد يفصلنا عن البكالوريا إلا أقل من شهرين.
أسرت مصادر مطلعة إلى “الشروق”، بأن أزيد من 200 مترشح حر لامتحان شهادة البكالوريا للدورة المقبلة، قد احتجوا بحر الأسبوع الماضي أمام الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، فرع العاصمة الواقع بالقبة، على عدم استلامهم للاستدعاءات التي ترخص لهم دخول مراكز الإجراء لاجتياز اختبار مادة التربية البدنية أو ما يعرف “بالبكالوريا الرياضي”، خاصة أن الآجال المحددة لاجتياز الامتحان قد انقضت نهاية مارس الماضي، وهو ما سيؤدي بهم حتما إلى حصولهم على علامات إقصائية، وبالتالي وخوفا من اتساع رقعة الاحتجاج وخروج هؤلاء المترشحين التابعين لمديرية التربية الجزائر وسط، إلى الشارع خاصة ونحن على مقربة من الامتحانات المصيرية، لجأت المصالح المختصة على مستوى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات فرع الجزائر العاصمة، إلى احتواء المشكل تفاديا لتفاقمه، فوجهت تعليمات إلى مديرية التربية المعنية تحثها على ضرورة استقبال المترشحين لتسليمهم استدعاءاتهم بعد سحبها، وهو إجراء يعد غير قانوني، وتوجيههم إلى ثانوية عمارة رشيد ببن عكنون على اعتبار أنه ستسوى وضعيتهم العالقة هناك.
الديوان نصب لجنة مختصة تضم أربعة أساتذة في مادة “التربية البدنية”، يشرف عليهم مفتشو التربية البدنية، الذين تم تكليفهم بمهمة تقييم المترشحين الذين بلغ عددهم نحو 230 مترشح حر، ومنحهم علامات “جزافية” دون اجتيازهم الامتحان. وهو ما يدخل في خانة “تزوير النقاط”، لكن الغريب في القضية أن وزيرة التربية اتخذت قرار إلغاء اختبار التربية البدنية للمترشحين “النظاميين” منذ نحو سنتين، لمحاربة الغش في التنقيط، واستبدلته “بالتقويم المستمر” خلال السنة الدراسية، وأبقته فقط للمترشحين الأحرار.
وتنقلت “الشروق”، الثلاثاء، إلى ثانوية عمارة رشيد في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف، متقمصة صفة شقيقة مترشح حر، لم يحصل على استدعائه، ما حرمه من اجتياز الاختبار، جاءت للاستفسار عن وضعيته، وهناك اقتربت من بعض المترشحين الأحرار الذين وجدتهم جالسين عند مدخل المؤسسة، ينتظرون تسوية وضعيتهم، وأكدوا لـ”الشروق” الخبر، أنه لدى احتجاجهم أمام مقر الديوان، على عدم اجتيازهم للاختبار، تم توجيههم في بداية الأمر إلى المديرية المعنية لسحب الاستدعاء، ومن ثم طلب منهم التنقل بتاريخ 4 أفريل الجاري كآخر آجل إلى الثانوية المذكورة سالفا مرفوقين بالاستدعاءات، حيث ستتم تسوية وضعيتهم وذلك بمنحهم علامات “جزافية”.
لا تعليق