أكد حقوقيون جزائريون، أن إسقاط الجنسية عن الكاتب الجزائري بوعلام صنصال أمر وارد وغير مستبعد ويمكن تحقيقه في إطار قانوني، انطلاقا من زيارته لإسرائيل وسعيه للتطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني، وهذا مناف للاتجاه العام لسياسة الدولة الجزائرية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل، حيث يمكن حسب هؤلاء الحقوقيين، أن تتخذ الحكومة قرارا رسميا من شأنه متابعة صنصال من طرف النيابة العامة التي تملك سلطة التكييف القانوني، وعن طريق المادة 8 و9 من قانون العقوبات الجزائري، يمكن سحب الحقوق السياسية والمدنية منه كعقوبة تكميلية.
وأوضح المحامي إبراهيم بهلولي، أستاذ الحقوق بكلية بن عكنون بالعاصمة، لـ”الشروق” أن الكاتب بوعلام صنصال ورغم انه شخص منعزل لا يمثل إلا نفسه، حيث لا ينتمي لجهة إدارية، ولا منظمة جماهيرية، إلا انه ارتكب جريمتين في حق السيادة الجزائرية، أولاها زيارته لإسرائيل في إطار مهرجان رسمي للأدب ومشاركته في نقاش مع كتاب يهود حول حوار الثقافات، حيث بادر في التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني، رغم امتلاك الجزائر لقرارات سياسية رشيدة من شأنها منع التطبيع مع إسرائيل، وخير دليل حسب بهلولي، انسحاب ممثليها في الخارج من كل المناسبات والتظاهرات واللقاءات الرسمية التي يحضر فيها الإسرائيليون.
وقال بهلولي، إنه على الدولة الجزائرية، إن تتخذ موقفا صريحا تجاه كل شخصية وطنية تزور إسرائيل في إطار تعاطف مع هيئاتها الرسمية، والذي يصنف في إطار التطبيع، مضيفا أن مثل هذه التصرفات تعتبر استفزازا للشعب الجزائري ومساسا بالدولة، ومخالفة صريحة للسياسة العامة.
ويرى بهلولي، أن النيابة العامة لديها سلطة التكييف القانوني، في حالة ثبوت ضد أي جزائري يزور إسرائيل انه قدم تسهيل مهمة لهذا الطرف، أو حقق له هدفا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويمكن تصنيف ذلك في إطار الخيانة الكبرى التي تنتهي لجناية حكمها المؤبد أو الإعدام، وعقوبة تكميلية تنتهي بسحب الجنسية من المتهم.
وفيما يخص الجرم الثاني الذي تورط فيه صنصال، يقول بهلولي، هو إن كتابات المعني خاصة نموذجه الأخير، تدخل في إطار المساس بسيادة الدولة، وإهانة رموزها، وللنيابة العامة حق التكييف القانوني والمتابعة الجزائية، وإصدار حكم تكميلي من شأنه تجريد صنصال وأمثاله من الجنسية.
من جهته، دعا الدكتور صويلح بوجمعة، الخبير في القانون، السلطات العمومية لاتخاذ مواقف حازمة ضد كل من يمس برموز الثورة الجزائرية وقيم الشعب الجزائري، ومتابعته قضائيا، وقال إن سحب الجنسية من هؤلاء وسيلة فعالة لوضع حد لكل من يتلاعب بهذه المبادئ الوطنية.
وأكد فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، أن ما كتبه بوعلام صنصال، هو تعاطف صريح مع فرنسا وإسرائيل وأن تشبيهه تفجيرات نيس الإرهابية بالثورة الجزائرية هو خيانة، على السلطات الجزائرية أن تسحب منه الجنسية، وستكون الإجراءات القانونية سهلة، لأنه يمتلك جنسية أخرى.
لا تعليق