80 يوما هو عمر صمت عمار سعداني، 80 يوما لم يسمع خلالها صوت الأمين العام للحزب الحاكم في البلد في وقت تهاطلت الأحداث تباعا على جسده في شكل وخزات ممن يحملون صبغات من تاريخ الحزب الذي يقوده لقد ظهر سعداني في آخر خرجة إعلامية يوم الثامن والعشرين من شهر ماي الفارط، في التجمع الشعبي الذي نظمه الحزب في تلمسان، أطبق بعدها لسانه وجنح للصمت وتوارى خياله عن الأنظار، وفتح خلفه بابا واسعا للتأويلات يعدما راجت أخبار في الساحة تقول إن عمار سعداني استسلم للمرض واجبره للبقاء تحت الظل كرها. وتسربت معلومات على النقيض تفيد أن تردي علاقات الرجل بأطراف في السلطة وراء تواريه عن الأنظار، وارتفعت مؤشرات ذلك بعد التحركات السريعة التي بات يجسدها خصومه في الحزب في الآونة الأخيرة، فقرئت ربما بترتيبات لخلافته. وكشف ظهور سعداني الأخير في مقبرة العالية أثناء جنازة مستشار الرئيس بوتفليقة بوعلام بسايح، ملامح الانزعاج على وجهه، حين لوحظ في وضعية انفرادية، وغادر المقبرة سابقا الشخصيات التي حضرت. سعداني لم يرد على المجاهدين الذين اتهموه بالاستيلاء على الحزب، ولم يرد على اتهامات المعارضة حول قانون الانتخابات، ولم يتحدث عن أوضاع البلد، فتلك عادة رسخها تقليدا منذ قدومه في 2013، غاب عمار سعداني وترك تساؤلات قد يجيب عنها وقد لا يجيب.
1 تعليق
تعليق 19224
tant mieux qu’il reste comme ca