عاكس الرجل الأول لثاني قوة سياسية في الجزائر، أحمد أويحيى، مواقف غريمه الأفلاني، جمال ولد عباس، حين أقر اليوم، بأنه سيسمح لوزراء حزبه للترشح في تشريعيات 2017. ففي الوقت الّذي يستشير فيه الأفلان رئيس الجمهورية بذلك، علّل أويحيى بأن المكاتب الولائية الّتي ينتمون إليها هي من تقرر في نهاية المطاف، معطيا لهم بذلك الضوء الأخضر لدخول "من هب ودب" إلى قبة البرلمان عبر بوابة الأرندي.
وفي سياق التناقض الّذي اتسم به تصريح أويحيى اليوم من ولاية الجلفة، بأنه سيفسح المجال لمن “هب ودب” لدخول الأرندي، عاد ليهاجم بشدة أداء الحكومة الجزائرية خاصة في شق المقترحات الإقتصادية، ويذكر بأنه ضد”أصحاب أموال الفاسد والشكارة”. وأعاب مدير ديوان الرئاسة على حكومة سلال “خوفها من اتخاذ قرارات غير شعبية وصعبة لكنها صائبة، مفضلة اللجوء إلى حلول سهلة مثل الاستدانة الخارجية”، راسما بذلك عدة استفهامات !
تصريحات أويحيى، جاءت مغايرة لما صرّح به، غريمه الأمين العام الجديد على رأس الأفلان، جمال ولد عباس، مؤخرا، خاصة فيما يتعلق بمسألة ترشح وزرائه والذي حدد بأنها ستكون من صلاحيات رئيس الحزب الذي هو رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أين أشار حينها بأنه لن يقدم على هذه الخطوة دون استشارته، سياق طرح عدة تساؤلات حول موقف أويحيى المغاير لولد عباس، والذي لم يذهب إلى استشارة رئيس البلاد فيه، فعلى الرغم من أن المنافسة محتدمة بين الأفلان والأرندي للفوز بقلب النظام إلا أن هناك مظلة واحدة تجمعهما وهي الموالاة ولا مجال للتجاوز فيها !
خرجة أويحيى هذه يمكن ربطها بالمعطيات الحاصلة مؤخرا، تعيد لنا حادثة شق عصا الطاعة على الرجل من بعض التصحيحيين الذين شككوا في شرعية المؤتمر الخامس والذي نتج على أثره تعيينه على رأس الأمانة العامة للأرندي، أين كانت حجتهم في ذلك الوقت موقف أويحيى من جماجم المقاومين الجزائريين المحبوسة في المتاحف الفرنسية، وكذا عدم مساندته لوزير التجارة، بختي بلعايب، باعتباره ممثل الحزب في الحكومة، في صراعه مع “الفساد”، في إشارة إلى ما عرف بقضية استيراد السيارات المستعملة، أمر أحاله ملاحظون بأنها ستكون ذريعتهم هذه المرة لشن تصحيحية جديدة غير الذي رفضها مجلس الدولة ليلة أمس، تتهمه في السير عكس قرارات وبرنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي لطالما كان برنامجه عنوانا للحملات السياسية لأحزاب الموالاة في البلاد.
وبعيدا عن التصحيحيين الّذين يلاحقون أحمد أويحيى، إلا أن هناك رأيا آخر يحيل بأنه الخوف الذي يشعر به أويحيى حيال مصير حزبه الذي أصبح الحفاظ على بقائه مسألة”حياة أو موت” تلزم بقاءه ب”طرق مشروعة وغيرمشروعة”، في حين يرى آخرون أن تصريحاته لها مبررها، فأويحيى بقوة القانون هو الأمين العام للأرندي، ولا يحتاج استشارة رئيس الجمهورية، إضافة إلى أنه بحاجة ماسة لوزراء من الحكومة داخل حزبه، كي يضمن بقاءه في الريادة الموالية للنظام خلال الاسحقاقات التشريعية القادمة “وهذا من حقه”، على نقيض غريمه الأفلان بأمينه العام جمال ولد عباس، الذي يملك الأغلبية البرلمانية من رجال الحكومة، ولا يملك صلاحية اتخاذ القرارات بحكم أن الحزب يملك رئيسا رسميا له يتمثل في شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة .
هي إذا لعبة السياسة، لا غالب ولا مغلوب، ولا قاعدة ثابتة تحددها وترسم معالمها، أما الآن فقط هي حرب القواعد التي أطلقت أوزارها وأشعلت نيرانها، وجعلت من الأحزاب تلتفت إلى قواعدها، وأحزاب السلطة تأكل قياداتها !
2 تعليقات
تعليق 21322
وصل الامر بالطعن في شرعية مؤسسة تشريعية (مجلس الامة) وتشويه صورتها من خلال التصريح الخطير من البليدة في إجتماعه بالمجلس الولائي الموسع بتاريخ 2016/06/25 مفاده أن أموال المخدرات والمال الفاسد بصفة عامة هو من يستعمل في إنتخابات مجلس الأمة، وأنه لم يكن يعرف بذلك لولا نتيجة التحليل التي وصل إليها مفادها، كيف يصرف المترشح أموال أكثر مما يجنيه طيلة عهدته الانتخابية، وبعد أن سأل المقربين منه أخبروه أن تلك الاموال التي يشترى بها المقعد هي من المال الفاسد، فبمجرد التلميح فقط يعتبر ضرب للمؤسسة وبالتالي ضرب لمؤسسات الدولة، وفي الدورة الخامسة للمجلس الوطني وأمام أسرة الاعلام تحدث وقال أن إنتخابات مجلس الامة كانت (صافية لويز) حسب تعبيره، فلماذا هذا الانقلاب المفاجئ، كما تحدث أيضا من منبر أخر عن شيء إسمه الدولة الموازية التي يشاع أنه كان يحتمي بضلها أم أن ظلها لم يعد يسعه وأراد مغازلة ظل أخر.بما الجميع مسموح له الادلاء بتصريح من هذا النوع والحجم الا من كان رئيسا للحكومة خمسة مرات فتصريحك هذا يا سي احمد هو عبارة عن ثمرة حصادك اما حديثك عن ازمة انخفاض سعر البرميل ليست بالشيء الجديد فأزمة 1986 هيئت من تخاطبهم اليوم نفسيا، كان الاجدر بك النهوض بقطاعات بدلية خارج المحروقات كالاستثمار في العقار وتدعيم المنتوج الوطني في مسيرتك، بدلا من غلق المؤسسات الوطنية وتحويل اطاراتها للسجون، هذه فقط تجعل مزبلة التاريخ تتقيأ من مسارك، لا اقول غير مشرف ولكن اقول ليس بحجم بلد كالجزائر، لكن اقول ايضا ان مقصدك وغايتك واضحة انت الان تحاول ان تتهرب من الشان الراهن وكأنك تحاول ان تتهم النظام الحالي بسوء التسيير حتى تظهر في نظرهم المهدي المخلص، لذلك اكرر ان الجميع مسموح له بالادلاء بتصريح من هذا النوع والحجم الا انت يا اويحي عليك ان تعترف بفشلك وترحل
تعليق 21337
تحليلكم خارج المجال والسيد أويحي رجل دولة بامتياز وهدفه المحافظة على سيادة الوطن وحماية الشعب من أولئك الذين يريدون جعل الوطن في مهب الريح وأما مايسمى بالمعارضة فهي في مخيلتكم فقط فمجلس الدولة قد قال كلمته