• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
السبت 04 ماي 2024 ميلادي, الموافق لـ 25 شوال 1445 هجري السبت 04 ماي 2024 م | 25 شوال 1445 هـ

آخر الأخبار

عشية إحياء ذكرى الفاتح من نوفمبر

الفريق قايد صالح يحذر من كافة المخططات والدسائس المعادية للجزائر

الفريق قايد صالح يحذر من كافة المخططات والدسائس المعادية للجزائر ح.م

سيحتفل الشعب الجزائري، بعد غدا بالذكرى ال62 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 54 وبهذه المناسبة الوطنية، وجه الفريق أحمد قائد صالح، و رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الجزائري، رسالة للجيش الوطني حتى يحي ذكرى أرواح الشهداء والمجاهدين الذين قاموا بتحرير الجزائر من يد الاستعمار الفرنسي، كما أنه حذر من كافة المخططات والدسائس المعادية للوطن.

ولكم فيما يلي ما جاء في الرسالة:

رئيس الحضرات الضباط،

ضباط الصف،

أيها الجنود،

إنها ليلة مباركة هذه التي تحيون اليوم ذكراها الثانية والستين، ليلة أمسك فيها الزمان عن الكلام واختلط فيها سكون المكان مع سكينة نفوس المجاهدين الذين لهجت ألسنتهم بكلمة الله أكبر وتشنفت آذانهم بصوت الرصاص، ليلة لولاها ما تنفس صبح الجزائر بعد ليل استعماري حالك الظلام، وما لفظ الاستعمار الفرنسي البغيض أنفاسه الأخيرة الحاقدة، لولاها ما نزلت الحاقة بهذا الاستعمار الاستيطاني الغريب والدخيل فانفجرت أشلاؤه وانتشر حطامه شظايا، لولاها ما كان لكم أن تقفوا بمثل هذا الشموخ أمام هذه الراية الوطنية السامقة والخفاقة،

 

في هذه الليلة التي سادها السكون وخيم عليها الهدوء، لولاها ما كان لشمس الجزائر أن تشرق بمثل هذا الضياء ومثل هذا النور المتألق، لولاها ما تنسم شعبنا نسائم الحرية والاستقلال وتذوق معاني السيادة،

 

فردا لأفضال هؤلاء الخيرين من أبناء الجزائر، وتواصلا مع نهجهم القويم، يجتهد الجيش الوطني الشعبي، بتوجيه من المجاهد فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، أيما اجتهاد حتى يكون خير خلف لخير سلف ويكون حارسا أمينا و حاميا وفيا لهذه الأرض المباركة، التي تقفون اليوم بهامات شامخة فوق أديمها في كل ربوع الوطن وعلى مشارف كافة حدوده الوطنية المديدة، وتستحضرون ماضيها الزاخر بالبطولات وتستلهمون منه بواعث قوة الإرادة و محفزات الإصرار العازم،

 

و ستبقى قلوبنا في الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، تنبض بمعاني هذه الليلة الرمز وتتشبع على الدوام بقيمها ومبادئها السامية والنبيلة، ويشهد الله جل في علاه على ما نقول، يشهد الله أننا نجل أيما إجلال صناع هذه الليلة المباركة ومن ساروا على دربهم، ونقدر كل التقدير تضحياتهم بالنفس والنفيس وبكل غال وثمين، في سبيل قضية وطنهم وشعبهم، فهم يستحقون منا اليوم وكل يوم، بأن نوفي بعهدهم ونحفظ أمانتهم ونخلص النية في القول والعمل، تجاه هذا الوطن الذي فدوه بدمائهم الزكية وسطروا من أجله ملاحم العز ومآثر الإباء وأصبحوا بفضلها من الخالدين، أتوجه إليكم جميعا بكافة قواتكم ومواقع عملهم بالتحية والإكبار،

 

أنتم رجال البر وقواتها الذين تسهرون ليلا ونهارا على حسن الذود على حياض وطنكم وترابطون على كافة المناطق الحدودية، وتبذلون كل ما في وسعكم من أجل رفع كافة التحديات، مهما كان مصدرها ومهما عظم شأنها، هذه المناطق الحدودية الحيوية التي تستحق منكم اليوم وكل يوم، مثل هذه المثابرة ومثل هذا الجهد المبذول ومثل هذا التفطن ومثل هذه اليقظة،

 

أنتم الذين تواصلون جهد التحضير القتالي الذي يمثل الأداة المثلى للحفاظ على الجاهزية المرغوبة المتماشية مع عظمة المهام الموكلة، هذه المهام التي تتطلب من الجميع التحلي بوعي رفيع بموجباتها وإرادة قوية وإصرار عازم على إتمامها على الوجه الأكمل في كافة الظروف والأحوال،

 

لأن الجزائر تستحق من أبنائها المخلصين بأن يكونوا درعها الواقي الذي يكفل حفظها وحمايتها من كافة المخططات والدسائس المعادية، لاسيما ومنطقتنا بل والعالم أجمع يعيش تقلبات ومتغيرات تستوجب الانتباه إليها وأخذها في الاعتبار، حتى تبقى الجزائر محفوظة بحفظ الله أولا وأخيرا، ثم بفضل تمسك الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بسلوكيات وأخلاقيات الوفاء للوطن ولعهد الشهداء وتضحياتهم العظيمة،

 

أنتم الذين تسهرون على سير منظومتنا التكوينية التي نريدها بأن تكون قادرة على مواكبة كل متطلبات التكوين العصري والنوعي المتماشي مع الاحتياجات المتعددة وظيفيا ومهنيا، بل نسعى على أن تكون أيضا وبالأساس، تربة خصبة وكريمة المنبت، ترسخ في عقول الأفراد العسكريين بمختلف مستوياتهم وفئاتهم، مبادئ التفكير الإيجابي والرصين والعقلاني الذي يعينهم على إدراك معاني الحقيقة للمسؤولية الموضوعة على عاتقهم، ويكفل لهم بالتالي أداء واجبهم الوطني على الوجه الأكمل في كافة الظروف والأحوال،

 

أنتم الذين تمخرون عباب البحار وتحمون سواحلنا الممتدة ومياهنا الإقليمية وتصنعون مجد بحريتنا الوطنية وتجعلون من تاريخها التليد مثالا يقتدي ودروسا تحفظ،

 

أنتم حراس الأجواء وفرسانها الذين بكم يحتمي الوطن من غدر الغادرين وكيد الكائدين وبكم وبفضلكم وصلت قواتنا الجوية وقوات الدفاع الجوي عن الإقليم إلى ما وصلت إليه اليوم،

 

أنتم حراس الحدود الرابضين ليلا ونهارا بعيون مفتوحة وقلوب مشروحة ونفوس عازمة على خدمة الوطن ووقايته من أي أذى، أنتم أسلاك الأمن بشتى فروعها، الذين تجعلون من تشريف مهنتكم واجبا وطنيا يستحق منكم المواصلة والمثابرة والتفاني في العمل،
أنتم جميعا الذين تمثلون فخر الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني تستحقون منا اليوم وكل يوم كل العرفان والتقدير،
في الأخير لابد من القول بأننا مدينون اليوم وكل يوم للشهداء الأبرار، الذين فدوا وطنهم بدمائهم الزكية، ومدينون أيضا لكل شهداء الواجب الوطني، الذين ساروا على دربهم، قلت، إننا مدينون لكل هؤلاء الأخيار بالتذكر والترحم وبالوفاء بالعهد، وهي مآثر وطنية وتاريخية تستحق منكم اليوم ومن كافة الأفراد العسكريين، بأن تقدروها حق قدرها وأن تجعلوا منها كل في مجال عمله وحدود صلاحياته، مدعاة أخرى من دواعي التحفيز ومبعثا من بواعث بذل المزيد من الجهد، بما يكفل لقواتنا المسلحة، السمو دائما إلى مستوى مسؤولياتها وحجم مهامها الدستورية، التي تتشرف دوما بتحملها وأدائها خدمة للشعب والوطن وسيحفظ لكم التاريخ بأنكم سليلو جيش التحرير الوطني، وأنكم من طينة وصلب هؤلاء الرجال الذين “صدقوا ما عاهدوا الله عليه” وأحبوا الجزائر قلبا وقالبا وقاموا بواجبهم الوطني وأدوا رسالتهم وضحوا من أجل ذلك بأغلى ما يملكون، وهي دماؤهم الزكية وأجسادهم الطاهرة، فرحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جنانه وجازى عنا كل المجاهدين الأخيار كل خير،

 

نسأل الله تعالى ونحن في هذا الشهر المبارك أن يعيد هذه الذكرى الميمونة والخالدة على كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي وعلى عموم الشعب الجزائري بكل الخير والصحة والهناء والأمن والاستقرار.

 

المجد والخلود للشهداء الأبرار

تحيا الجزائر

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

لا تعليق

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.