بقرار الحكومة إعادة الإمتحان في بعض المواد التي تم تسريب مواضيعها في باكالوريا ماي 2016، تكون الجزائر برمتها دولة وشعبا أمام رهان صعب جدا،حفظ ماء الوجه، وعدم السقوط مرة أخرى في شراك الفضيحة التي لا شك ستزيد وجه الجزائر خدوشا وتشويها.
لقد أقّر مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى، لدى تنشيطه اليوم ندوة صحفية بمقر حزبه، التجمع الوطني الديمقراطي، وتأسف لكون “الغش أصبح أمرا عاديا في الجزائر”، ويتحدث عن “مؤامرة كانت وراء التزوير الجزئي”، و قبله يقّر المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي عبد المالك سلال، في كلمة لدى افتتاح أشغال الثلاثية أن”الغش مسّ الكثير من الميادين في الجزائر خلال الثلاثين سنة الماضية”وأنه “انتقل إلى مجال العلم والمعرفة وهذا غير مقبول”، وهي تصريحات تقّر بصعوبة المسؤولية الأخلاقية الملقاة مجددا على عاتق وزارة التربية، في تنظيم جولة الإعادة في ظروف لا مكان فيها للغش والغشاشين،لكن ما هي الضمانات؟
الإقرار الرسمي بانتشار الغش، سيضع الجزائر أمام امتحان آخر صعب، وليس وزيرة التربية فقط، التي أتخمت باكالوريا ماي 2016 بترسانة من التدابير الوقائية، فقطعت الجيل الثالث على العامة، وحوّلت أقسام الامتحانات إلى سجون وثكنات، لكن المتربصين بها كانوا أقوى من تدابيرها، ولا شك سيعيد هؤلاء الكرة مرة أخرى،طالما المستهدف الأول هوالوزيرة، وهو ما لم يخفه أحمد أويحيى الذي دافع اليوم عن بن غبريت، مثمنا جهودها بل ويقول إن الأخيرة تدفع ثمن الإصلاحات التربوية التي تنوي إطلاقها ويتحدث عن إسلاميين وعن محاولات لتسييس الدين، رهَنَ هذه المرة مصير 800 ألف تلميذ.
والسؤال الذي يطرح:إذا كان (رأس) بن غبريت هو المستهدف الأول من تسريبات الباكّ، فَلِمَ تغامر الحكومة إذن وتتجه نحو الإعادة الجزئية للإمتحانات مرة أخرى؟ سؤال نعتقده مهم جدا، و مصيري جدا، نتمنى أن تكون الحكومة قد أجابت عنه قبيل قرار إعادة الإمتحانات في بعض مواد البكالوريا لا جميعها، تتجنب به كل أبواب جهنّم التي ستفتحها على نفسها في حال تكررت التسريبات، فتصبح الفضيحة فضيحتان، ويتشوّه وجه البلد زيادة، ويهتّز الكيان الوطني، ومعه تتضاعف زوارق الموت و(الحراقين) وعلى شاطئ الوطن يضع الغاضبون والحالمون باقات الزهور، فيما يشبه نعي الذات و البلد على حد سواء.
ليس المترشحون لباكالوريا 2016 من سيمتَحِنٌون في جولة الإعادة ، لكنها الجزائر برمتها مَن ستدخل الإمتحان، والأهم، الخروج منه مكرّمة لا مهانة، منتصرة لا منكسرة، و هو صلب الرهان المقبل، فهل ستصمد الحكومة أمام رهان حفظ ماء الوجه؟
5 تعليقات
تعليق 17751
لا مؤامرة و لا هم يحزنون
في الدول المحترمة الحكومة كلها تستقيل بعد هذه المهازل
تعليق 17763
لماذا لا تعيدون الانتخابات المزورة وتعاقبون المزورون . بالطبع ذلك غير ممكن لانكم عايشين بالغش والنفاق………….الله لا تربحكم
تعليق 17764
ماهي المواد التي سيتم اعادتها لشعبة علوم
تعليق 17772
أعلاه من قبل كان عندهوم وجه
تعليق 17788
اللهم اني صائم كل هذا ومازالك في منصبك الله يشفي العقول حب المنصب والتشبت بالكرسي