نجية دغموم
اتخذت وسائل الإعلام العربية والعالمية من الأعمال والقصص البطولية لشهداء الجزائر، أمس الأربعاء، في حادث تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك، رموزا يقتدى ويفتخر بها، فأعطتها من الاهتمام حيزا هاما على غرار الجزيرة، العربية، سكاي نيوز ونسمة، في حين اكتفت وسائل الإعلام الأوروبية بالتأكيد على هول الكارثة.
خصصت قناة العربية بعد انتشار الخبر نقلا مباشرا لمتابعة مستجدات الحادث المأساوي، كما سلطت الضوء على العمل البطولي الذي قام به الشهيد قائد الطائرة إسماعيل دوسان، بعد أن جنّب الجزائر كارثة أكبر بتمكنه من إبعاد الطائرة عن المجمعات السكنية عقب التهاب جناحها الأيسر، فسجّلت له آخر كلمات مع برج المراقبة حبا وبذلا من نفسه في حماية أبناء وطنه يقول فيها “الطائرة ستسقط وأعمل على تجنب وقوعها فوق المناطق السكانية”.
كما عادت “العربية” في السياق ذاته، إلى التفاصيل الخاصة ببعض الشهداء بعنوان “5 قصص موجعة لجزائريين قتلوا بحادث الطائرة المنكوبة !”، على غرار الشهيد محرز فليتة صاحب الـ27 سنة الذي كان زفافه مبرمجا الصيف الداخل، وكذا الشهيد عبد القادر بن حريرة ابن ولاية غليزان الّذي ترك وراءه ابنا صغيرا وزوجة حاملا، كما عرجت إلى فاجعة استشهاد عائلات بأكملها.
“الجزيرة” بدورها وصفت على موقعا الرسمي الحادث “بالكارثة” التي أودت بحياة العشرات، وهو ما ذهبت إليه قناة نسمة حيث عكست من خلال تغطيتها مقاسمة التونسيين إخوتهم الجزائريين ألم الفاجعة التي ألمّت بهم.
أما جريدة “لوموند الفرنسية”، فإلى جانب نقلها للتفاصيل أشارت إلى تسجيل الجزائر تحطم العديد من الطائرات العسكرية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما عرج إليه “رويترز”، حيث اعتبرت الحادث كارثة وخصت تفاصيله بمقال مستفيض.
في حين سلطت” نيويورك تايمز” الضوء على هبة المواطنين لمساعدة الضحايا مباشرة عقب الحادث المأساوي والتفاصيل التي نقلت على لسان شهود العيان.
لتكتفي “فرانس 24” بنقل تفاصيل الحادث والفرضيات الأولية المحتملة تسببها في الكارثة التي أودت بحياة أفراد من الجيش وبعض عائلاتهم.
كما لم تفوت بعض وسائل الإعلام المغربية الفرصة على نفسها في استغلال الحادث لضرب مواقف الجزائر من القضية الصحراوية، على اعتبار أن 30 شهيدا من الضحايا كانوا من البوليزاريو.
لا تعليق