أثار الاستقبال الحافل الذي حظيت به صاحبة "النسيان"و"الأسود يليق بك" استفهاما حول سر المحبة الّتي تحظى بها أحلام مستغانمي على نظرائها من الأدباء الجزائريين،حيث تساءل البعض عن سر اصطفاف "عشاقها" في طوابير طويلة لساعات، الأمر الّذي دغدغ حفيظة البعض، مثلما أثار ذلك إعجاب الكثير منهم أيضا وجعلوا يبحثون عن السر وراء ذلك؟!
حضور الروائية الجزائرية المعروفة أحلام مستغانمي في معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ21، كان له وقع خاص، بعدما أحدثت طوارئ بجناح الوزارة خلال توقيع أعمالها الأدبية لقرائها ومعجبيها ومعجباتها وسط حضور أمني لم يشهد له مثيل في تاريخ التوقيعات الأدبية.ما جعل الأمر يبدو وكأن معرض الكتاب في طبعته لهذه السنة خاليا من أي أديب أو من كاتب أو من أي منجز أدبي، تساؤل خيم على الحضور ورسم نقاط استفهام عديدة عن الفرق بين أحلام وبين غيرها من الكتاب، وعن سر تعلق قرائها بها، يقول أحدهم.
تساؤل طرح في سياق ما شهدته صاحبة الثلاثية الشهيرة”ذاكرة الجسد، عابر سرير، فوضى الحواس” من حراك من قبل النقاد العرب المحدثين والمعاصرين، الّذين أعابوا على كتاباتها سواء كانت من خلال الأسلوب الّذين وسموه بالمبالغة في استخدام الصور البيانية أو عن مستوى العمق الذي تحمله قصصهافيما اتهمها البعضبـ”الكتابة للمراهقين”، لدرجة ذهابهم لاتهامها بالسرقة الأدبية وأعابوا عليها استخدام ما يعرف في النقد الحديث و المعاصر بـ”التناص”، إلا أن كل ذلك لم يمنع أحلام من الحفاظ على مكانتها في قلوب محبيها.
واسيني الأعرج : الاحتفاء أمر طبيعي ولكن أحلام ستخسرهم فيما بعد!
وعليه، وقد وقف موقع”قنوات الشروق”على هذا وطرح هذه الإشكالية لدى لقائه بالكاتب الجزائري الكبير”واسيني الأعرج”، الّذي أجاب بأن ما حدث “أمر طبيعي” وقد يحدث في أي مكان بالعالم، وقال إن مقياس المحبة لدى القراء لا يقيسه “لا النقد ولا النقاد”، ورجّح السبب بأن النوع الّذي تكتبه أحلام يستهوي عددا كبيرا من القراء، معللا بأنه”يستجيب لهم” ولعواطفهم ومشاكلهم.
وقال صاحب “طوق الياسمين” أن لأحلام قراء معينون لهم عمر محدد من”15 إلى30 سنة” كأقصى تقدير، محذرا في نفس السياق أحلام مستغانمي، بأن هذه الطريقة قد تخسر بها قراءها بعد تجاوز عمر معين فيما بعد.
عبد الله قرين : أحلام ظلمت وسر نجاحها هو المعارضة!
من جهته، اعتبر الناقد عبد الله قرين، أن سر نجاح الكاتبة أحلام مستغانمي يكمن في أنها تملك مواقف معارضة للنظام، وأن سر نجاحها يكمن أن لكتاباتها قضية معينة وهي “المرأة” وأنها تدافع عنها منذ بداية حملها القلم.
ودافع الناقد لدى تصريح له لموقع “قنوات الشروق” أن صاحبة “ذاكرة الجسد” والغائبة عن معرض الكتاب الدولي بالجزائر لمدة عامين،بأن أحلام “مظلومة” و”مغيبة” عن الساحة الأدبية والإعلامية في الجزائر، وأن كل غائب “محبوب”.
أما عن طبيعة الكتابة التي تتميز بها أحلام، قال قرين بأنها “ترصد الواقع بعين انتقادية”، معرجا على “العيب” الّذي تقع فيه دائما، أنها “لا تملك الرؤية الجزائرية الكاملة دائما”، كونها تفتقر لعمق “الإيديولوجيا” الذي من أبرز سماته، حسب المتحدث، أنها “تقرأ لنفسها ولا تقرا لغيرها”، الأمر الذي يجعل من معارضيها أقوى منها في الخطاب والموقف الايديولوجي.
لا تعليق