تعرض قناة"الشروق نيوز" غدا الثلاثاء على الساعة التاسعة والنصف مساءا (21ساو30د)وثائقيا جديدا بعنوان"ليبيا..حرب الزعامات"هو امتداد لأفلام وثائقية سابقة أعدتها المراسلة الحربية"نهاد زرواطي" حول خفايا الحرب الدائرة في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي العام 2011 الموقع الإلكتروني لـ"قنوات الشروق"اقترب من الإعلامية"نهاد زرواطي"و معها عاد إلى الظروف التي أنجز فيها العمل في ليبيا وتفاصيل مثيرة عن عمل الصحفيين هناك.

“ليبيا .. حرب الزعامات” نتاج عمل ميداني قاد”الشروق نيوز”إلى مناطق لم تخترق إعلاميا من قبل؟ 

هذا صحيح ،فقناة “الشروق نيوز” تنفرد بنقل صور تدّعم الآراء التي  تتحدث عن حرب أهلية قبلية في ليبيا لم يسبق بثها في قنوات عالمية و عربية ، كما تمكّنت من اختراق مناطق ساخنة لا يجرؤ على دخولها صحفيون .وتعدّ قناة”الشروق نيوز”الوحيدة التي وصلت إلى منطقة”الزنتان”في الجهة الغربية من العاصمة طرابلس ، و هي المنطقة التي تخوض حاليا حربها التاريخية مع قوات”فجر ليبيا”التي جاءت تسميتها عقب إطلاق بعض الكتائب المسلحة(أغلبها من منطقة مصراته) عملية عسكرية داخل طرابلس بهدف السيطرة على العاصمة وحماية المؤتمر الوطني المنتهية ولايته. من هنا برزت قوات الزنتان التي رفضت الموضوع وحاولت حماية البرلمان الذي يملك الشرعية الدولية، ما أشعل حربا العام 2014 بين المنطقتين خاصة “مصراته والزنتان”غطتها القناة التي وصلت إلى أكبر قاعدة عسكرية في الغرب الليبي الواقعة تحت سيطرة الجيش بالأخص قوات الزنتان.

وتمكنت”الشروق نيوز”أيضا من تغطية عمليات صيانة الطائرات العسكرية التي تستعد لدخول جبهات القتال خاصة منها”الصوخوي”،وهي نفس القاعدة التي كانت هدفا لطائرات حلف شمال الأطلسي العام 2011 والهدف كان ضرب أي مركز استراتيجي عسكري في ليبيا.

و يعرض الوثائقي الجديد، لأول مرة ،صور من منزل العقيد الراحل معمر القذافي الذي أسقطته طائرات حلف شمال الأطلسي العام 2011. 

كم استغرق الوثائقي من الوقت و أي العقبات تعترض ناهد في إعداد مادتها في ظل وضع ليبي داخلي متفجر؟ 

الوثائقي استغرق ما يقارب الشهر من العمل المتواصل داخل  ليبيا في مهمة أشبه بـ”الإنتحار”،لما يتطلبه من جرأة لتغطية أخطر أنواع الحروب وهي”الحرب القبلية الأهلية”التي تعيشها ليبيا . مثل هذا العمل يتطلب الوقت و  العلاقات القوية التي تضمن للصحفي الحماية عند دخول أي قبيلة أو بوابة أو منطقة.

وهنا أذكر لحظات مرعبة عشتها رفقة السائق و المصوّر لدى توقيفنا أثناء تنقلنا من منطقة لأخرى بعد أن رفض جنود بوابتها السماح لنا بالمرور،لنتفاجأ بإشهار”عروس الجبهة”(إسم يطلق على الجندي الحامل لصندوق يحوي أكثر من 200 رصاصة)لسلاحه من نوع”بيكيتي”صوب السائق الذي بدأ في الصراخ بمجرد تأكده من ضغط الجندي لزناد السلاح استعدادالإطلاق العيارات النارية.

ولم أجد حلاّ غير النزول من السيارة وقابلت الجندي وجها لوجه كنوع من التحدي على أنّه سيقتل”امرأة صحفية عزلاء”،في موقف قد يسميه البعض”انتحارا”لكن رأيته الحل الوحيد مادامت”الموت واحدة”حينها شعر الجندي و كتيبته بالخجل لوجود امرأة ضمن ركاب السيارة و نجحنا في المرور و إتمام التغطية الصحفية. 

هذا تحد كبير !ماذا عن العقبات؟

الذهاب إلى منطقة الجنوب الحدودي مع الجزائر وتونس يجبرني علي المشي يومين كاملين دون توقف وعبر مسالك سرية هروبا من التنظيمات الإرهابية التي تنتشر في الجنوب الليبي كمنطقة آمنة لتجارة السلاح و تدريب المقاتلين . و تظل”الجنسية الجزائرية”واحدة من معوّقات عملي هناك ،فكل الأطراف التي عملت معها سواء في الجهة الشرقية أو الغربية أو حتى الجنوبية ضد سياسة تعامل الجزائر مع القضية اللّيبية،وأشير أنّه في نهاية حوار جمعني مع شخصية عسكرية كبيرة في ليبيا ،سألتني عن جنسيتي و بمجرد معرفتها أنني جزائرية قالت”لو كنت أعرف جنسيتك لما أجريت الحوار أصلا”.

ماذا عن جديد العائلة الجزائرية المختفية في ليبيا؟ يتهمونها بالإخلال بالأمن العام ؟ عن أي أمن يتحدث هؤلاء؟و ما حقيقة قضيتهم؟ 

أنوّه أنّ حكومة طرابلس تستثني إجراءات دخول المنطقة بفرض التأشيرة على الجزائريّين عكس ما هو معمول به عبر كامل الأراضي الليبية وبالتالي دخول العائلة إلى العاصمة طرابلس كان قانونيا ولم يخل بالأمن أو النظام،لكن الوضع الأمني المتردي جعل من طرابلس الأخطر في العالم في ظل بروز عدة كتائب خاصة أحكمت قبضتها على المنطقة و باتت تستمد قوتها من إمدادات أجنبية بالمقاتلين والسلاح . ثمة فرضية ترجّح  إختطاف العائلة بهدف طلب الفدية و قد تصل إلى حدّ التفاوض مع الحكومة الجزائرية تحت الطاولة مقابل أسماء ليبية مهمة موجودة  لدى الأجهزة الأمنية الجزائرية ،علما أنّ سيناريو مماثل حدث مع خاطفي السفير الأردني الذي استبدل بجهادي ليبي من الأردن ونفس السيناريو حدث مع جنسيات غربية و عربية.  

ورغم أنّ مصير العائلة يبقى مجهولا لحدّ الساعة إلاّ أنّ كل المؤشرات تفيد بالإفراج القريب عن أفرادها في وقت تؤكّد مصادرنا أن العائلة وجّهت لها تهمة الجوسسة بعد أن أخضعت لتحقيقات كتيبة فصيلة البحث الجنائي التابعة لعبد الرؤوف الصيد،و تفيد مستجدات القضية أنّ العائلة تمّ تحويلها منذ مدة إلى منطقة تاجوراء داخل العاصمة لتحقق معها جهة أمنية أخرى و تم إعادتها إلى كتيبة منطقة 11 يوليو.

تعرّضت نهاد زرواطي إلى الإختطاف؟كيف حدث ذلك؟و كيف هي علاقاتها بالمراسلين الحربيين الذين يتقاسمون معها الميدان في ليبيا؟ 

عملية الإختطاف تمّت باقتحام المنزل الذي كنت داخله و تم أخذي بشكل سري إلى وجهة مجهولة و أخضعت لتحقيقات أمنية من طرف أجهزة الشرطة والجيش والمخابرات الليبية لمدة 10 أيام تقريبا، ووُجّهت لي تهمة الجوسسة قبل تبرئتي  لعدم توفر أدلة إدانتي.كانت فترة إختطافي عصيبة، لكنها أكسبتني صداقة الجهات الأمنية التي أضحت تؤمّن تنقلاتي و تتكفل بحمايتي داخل ليبيا.

و ماذا عن علاقتك بالمراسلين الحربيين هناك؟

لا وجود لمراسلين حربيّين في ليبيا ولا صحفيين دائمين و أغلب من إلتقيتهم بالداخل شباب متطوع يصور بأجهزة بسيطة حتي يوصل اللقطة إلي القنوات الليبية . كل القنوات العالمية أغلقت مكاتبها في ليبيا بسبب تدهور الوضع الأمني هناك.

• ليبيا