• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الجمعة 26 أفريل 2024 ميلادي, الموافق لـ 17 شوال 1445 هجري الجمعة 26 أفريل 2024 م | 17 شوال 1445 هـ

آخر الأخبار

زوالية الباكالوريا !!

زوالية الباكالوريا !! ح.م

ستظل بكالوريا دورة جوان 2016 ، سابقة في تاريخ المنظومة التربوية، لا لأن وزيرة القطاع نورية بن غبريت ألغت العتبة وحاولت جاهدة الترتيب للموعد بالشكل الذي يجعله بلا فضائح الطبعات السابقة، بل للتطرف الذي تم التعاطي به مع التلاميذ المتأخرين والغشاشين، رغم أن غالبية هؤلاء، هم ضحايا الرداءة التي صارت تطبع منظومة التعليم من الإبتدائي إلى الجامعي لفترة العشرين سنة الماضية.

والسرعة التي تم بها إحالة الغشاشين على قاضي التحقيق، وهم لا يتجاوزون سن العشرين، ترعيب  وترهيب بكل المقاييس، كان بالإمكان تفاديه وتجاوزه إلى تدابير أقرتها بن غبريت سلفا وهي إقصاء الغشاشين 5 سنوات بالنسبة للنظاميين و10 سنوات للمرتشحين الأحرار، فلِمَ إذن الإسراع في جرّ هؤلاء أمام العدالة وأهاليهم، واستنطاقهم تماما كما المجرمين والجناة والسرّاق والمفسدين ومهربي الأموال العمومية، و عقوبة الإقصاء نفسها كافية وزيادة لردع الغشاشين و ثني من يفكر في الغش مستقبلا على التراجع.

ومنظر التلميذة سارة وهي تصرخ بأعلى صوتها أمام مدخل ثانوية بالعاصمة منعت من دخولها لأنها تأخرت دقيقتين لا أكثر، فتدعو على نفسها “إن شاء الله نموت” لأنها لم تركض كفاية نحو الثانوية ،فتحطمت أحلامها بسبب دقيقتين اثنتين، وليست تعرف ما ستقول لذويها، ولا كيف ستنظر في أعين إخوتها، وليست تعرف الجرم الكبير الذي اقترفته فتحرم من اجتياز امتحانات شهادة ما تزال في المخيال والضمير الجمعيين، أول مفتاح النجاح، هو منظر كئيب جدا، ومحزن يثير الشفقة، يقضي على ما تبقى لدى هذه الأجيال من احترام لمنظومة تربية وتعليم فقدت عذريتها، تسعى بن غبريت إلى ترميمها وهي تعلم أنها صارت بلا شرف !!

المفارقة أن المدارس والجامعات ليست وحدها من تغش، فكبريات المؤسسات الاقتصادية والثقافية والسياسية في البلاد حافلة بقضايا الغش والفساد، ولا يصيّر المتحايلون فيها إلى القضاء بهذه السرعة التي نافست سرعة البرق، وفي البرلمان غشاشون كثيرون، يدّعون أنهم صوت الشعب، لكنهم لا يعرفون الشعب إلاّ عندما يشرعون في عمليات تسوّل مفضوحة لأصواته،  البرلمانيون أيضا يخدعون ثقة الشعب عندما يصيّرون عشرات لجان التحقيق إلى (أثر بعد عين) يأكلها غبار الأدراج، وهم في ذلك لا يختلفون عن التلاميذ الغشاشين إلاّ في نقطة واحدة فقط ، إنهم “مرفهّون” وهؤلاء ” زوالية ” أبناء زوالية !

ومثل المدارس أيضا، صارت الزوايا وكرا للغشاشين، تحمي المفسدين، تزّكيهم ، تبيّض صورتهم ولا تصيرهم إلى القضاء، فيما تبرئة الذمم تبدأ في العدالة لا في الزوايا، وخلافا لوزارة التربية لا تتحرج وزارة العدل من تأخر المفسدين في تبرئة ذممهم أمام القضاء، وتقضى وزارة التربية على حلم تلميذ ببرودة دم لأنه تأخر بضع دقائق، عفوا دقيقتين اثنتين ، عن موعد الإمتحان، فتطبق المقولة الشهيرة ” عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان” ولا تطبقها وزارة العدل وهي تتفرج على جملة الأسماء التي ارتبط ذكرها بقضايا فساد، مع أن التهمة امتحان أمام القضاء يبرئ صاحبها أو يدينه.

من “غشنا فليس منّا ” يجب أن تطبق على الجميع، والتعاطي المتشدد والقاسي لوزارة التربية مع الغشاشين الصغار، قد يدفع إلى انتحار بعضهم، فيما لا يفكر الغشاشون الكبار البتة في الإنتحار، فهم يعمّرون زيادة، و(يكبرون) وربما هم من يضعون النصوص و التشريعات القاسية لدفع الغشاشين الصغار إلى الإنتحار !!

المطلوب منظومة أخلاقية تعيد فعل التربية إلى الصدارة، وتعيد الإعتبار لقيم العلم والمعرفة ، وقبلهما قيم النقاء النفسي، الذي يجنّب الغشاشين، الصغار والكبار على حد سواء، مدّ أيديهم باتجاه حقوق الآخرين، منظومة أخلاقية، نحوز عليها، لكننا تماما كما البرلمانيين الغشاشين، نطويها في الأدراج يأكلها الغبار ، أدراج القيم المنسية، التي صارت قديمة في نظر البعض ولم تعد تصلح أمام قيم ” الهف” و “البلوف”!!

 

 

2 تعليقات

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.

  • تعليق 17553

    Niha nassim alahh

    انا اواقكم الرءي لار هدا مستقبل كل واحد اومو لازم يتعاملو معو هيك لازم يطالبو بحقوقهم او نحنا نساندهم ربي يكون معاكم و معا ماليكم سلالالالالام

  • تعليق 17793

    عبد الغاني قبايلي

    تساءل صاحب المقال بنوع من الشك أحيانا وبنوع من الاستهزاء ثانيا حول نجاعة تطبيق بعض الإجراءات الصارمة التي عزمت بن غبريط على تطبيقها في تسييرها لهذا القطاع، وكالعادة تأتي العاطفة والارتياب لتحل محل الحقيقة والمنطق ولهذا فإننا نجد الوزيرة بن غبريط بدأت تظهر نوعا من الصدق في محاربة بعض الظواهر التي لم يستطع الكثيرون من قبلها محاربتها ولهذا نعم على الامتحان أن يعاد ودقيقة تأخر يقصى المترشح هذه هي القوانين العالمية لا أفهم لماذا ليس لنا أي توجه واضح