أياما فقط بعد نشر السفارة العراقية في الجزائر على موقعها الإلكتروني، إعلانا تتحدث فيه عن تسهيلات استثنائية للراغبين في الذهاب إلى مزارات الشيعة في النجف وكربلاء، لم يفوت وزير الأوقاف الجزائري اليوم الإثنين، في جلسة استماع بمجلس الأمة، الغرفة التشريعية العليا، الفرصة لتوجيه تحذيرات شديدة اللهجة لكل من " يمارس التشييع أو التبشير يستهدف القصر، بالإغراء أو تكوين جماعات لها ولاءات للخارج للمساس بالأمن القومي".
وفيما يشبه الإستنجاد بالعدالة بغية تجريم فعل التشييع باستعمال وسائل إغراء ، تحدث محمد عيسى، عن التوجه نحو إنشاء “المرصد الوطني للانحراف الفكري والتشدد الديني” بالتنسيق مع وزارة العدل، و يشير أن قطاعه سـ “يحارب و يجرّم ويقترح إجراءات ردعية” لكل من ” تسوّل له نفسه تضليل الجزائريين بـ ” أفكار دخيلة”.
وفي هذا الصدد كشف الوزير ، إصدار قطاعه ما يزيد عن 86 عنوانا فكريا العام 2015 لتعزيز المرجعية الفكرية لدى الجزائريين، ويعدّد أسماء علماء ومشايخ جزائريين أفاضل، تم طبع أعمالهم في مجلدات تم توزيعها على مكتبات المساجد ودور الفكر، و يشير أن العمل جار لتأسيس “مجلس وطني للتوجيه الديني” يضاف إلى 48 “مسجد قطب” عبر الولايات يتكون من أئمة المساجد الـ 48 يترأسه إمام من العاصمة.
ولم يمر إعلان السفارة العراقية في الجزائر مرور الكرام، حيث سارع النشطاء على المنصات الإلكترونية إلى التنديد بالإعلان واتهموا السفارة بمحاولة تشييع الجزائريين، ما قاد الأخيرة إلى المسارعة إلى سحب الإعلان، بعدما هدد نشطاء بالتوجه إلى السفارة والتظاهر أمام مقرها لإجبارها على سحب الإعلان الذي يشكل سابقة دبلوماسية، بل و ردّد بعضهم أن إعلان السفارة يدخل في إطار”مخططات طائفية تهدف إلى زرع الفتنة في المجتمع الجزائري”.
وسبق لتصريحات أدلى بها زعيم التيار الصدري في العراق “مقتدى الصدر” أن أثارت حفيظة الجزائريين والسلطة أيضا، على خلفية توجيه الأخير رسالة إلى شيعة الجزائر شهر نوفمبر 2015 يدعوهم فيها إلى ” الجهاد وعدم التقوقع والخوف من “الثلة الضالة”في إشارة إلى السلفيين.
و مثل سفارة العراق، تتحرك السفارة الإيرانية في نفس الإتجاه، أي السعي إلى تشييع الجزائريين، عبر تصريحات لوسائل إعلام محلية تعبر فيها عن رغبة إيران في فتح مراكز ثقافية إيرانية في العواصم الكبرى بالجزائر تستقبل مثقفيها ومفكريها وفنانيها .
وتتعرض الجزائر منذ فترة ليس بالقصيرة لمحاولات تبشير وتشييع وأخرى تستهدف عقيدة الجزائريين، عزّزت تخوفات سبق وأن عبر عنها وزير الأوقاف محمد عيسى عندما ظل و ما يزال يردّد أن هناك” إرادة أجنبية تريد التشويش على الجزائر، من خلال سعيها إلى نشر فكرة الطائفية وتقوية حركات التشيّع، وبالتحديد على مستوى الولايات الحدودية الشرقية والغربية للوطن” بل و يلفت أن كل “الحروب الموجودة الآن هي حروب إيديولوجية” وأن “التشييع موجود خارج المساجد و ليس داخلها ” .
وتحوز الجزائر على قانون خاص بتنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين صادق عليه البرلمان في فيفري 2006 ، تزامن وموجة تنصير واسعة شهدتها البلاد آنذاك استعمل فيها المنصرون وسائل إغراء لتشجيع الشباب الجزائري على التخلي عن الإسلام واعتناق المسيحية، فيما تعرضت الجزائر إلى انتقادات غربية بعد صدور القانون، تتهمها بـ”التضييق على حرية المعتقد” لكنها ظلت، على لسان مختلف وزرائها للشؤون الدينية ، تدافع على القانون وتشدّد أنها ماضية في تطبيقه على جميع النحل والمنصرين والخوارج على حد سواء، وتوضح أن تعرض بعض الأجانب للمساءلة بسبب مخالفتهم القانون لا يعني “التضييق على حرية المعتقد” .
3 تعليقات
تعليق 18076
بفضل الله جل وعلا وجهود السلفين كفيلة بدحض المجوس
تعليق 18077
دين الروافض فاسد يقاوم على اساطير لا علاقة لها بالعقل والمنطق والتفكير السوي وانما وسيلتهم في اغراء الشباب هو المتعة ( تشريع الزنا )وهذا ما يجعل الشباب يقبل على مثل هذه العقائد الفاسدة وما جعل الامر اكثر إثارة هو وجود أبواق من اهل السنة تعتبران التعبد بالمذهب الجعفري جائز
تعليق 18082
على المسؤولين الجزائريين إن كانو يريدون الحفاظ على أمن الجزائر ووحدتها التصدي بحزم للتشيع ومن أراد أن يعرف خبث مخططات الشيعة فليقرأ التاريخ فإن فيه عبرة لمن يعتبر