قادة بن عمار
في كل مرة نشاهد فيها عملا أو برنامجا تلفزيونيا موجها للأطفال إلا ونتحسّر على الأيام التي عشناها في الصغر، أيام كانت جميلة جدا، ورسومها المتحركة مليئة بقصص عاطفية وحكايات إنسانية بدلا من قصص الآلات التي تسيطر على الشاشات حاليا، وتطبيقات التكنولوجيا التي أفسدت حياتنا فدفعت بالكثير من الأطفال للانتحار، تنفيذا، لبرامج لم نسمع بها من قبل، على غرار "الحوت الأزرق" أو لمبررات كنا نعتقد أن الحوار كفيل بحلها، مثل الخوف الشديد من العقاب نتيجة تراجع المستوى الدراسي!
يتحمل التلفزيون مسؤولية كبيرة في هذا الشأن فلو ربينا الأطفال تربية صحيحة، وكانت نشأتهم قائمة على صور جميلة، ومليئة بالإنسانية، ومفعمة بالحياة، لجعلناهم يتمسكون بها أكثر، دون أن نتركهم أسرى لنمط صناعي جاف، ولبرامج لا تنتج سوى التفاهات !!
حتى التهريج ووظيفة “المهرج” التي كبرنا عليها في سنوات الدراسة اختفت، وهنا أذكر أن الممثل الشهير هيو جاكمان الشهير بشخصية البطل الخارق “وولفرين” ضمن سلسلة أفلام “اكس مان”، قال إنه وبعد كل مساره الفني الطويل في المسرح والسينما لا يمكنه أن ينسى بدايته التي كانت “مهرّجا للأطفال” وهي أصعب وظيفة مارسها في حياته !!
ليس سهلا أن تخاطب الطفل وتحقق التجاوب المطلوب، وعندما ننظر إلى حالنا في الجزائر، نترحم على أيام حديدوان وماما مسعودة وبرنامج “المناهل” ،ورسوم الكابتن ماجد و”ماوكلي”، وبرامج “أهلا أحبائي” و”استراحة الاثنين” ووو..كما يترحم الجيل الذي سبقنا، على “الحديقة الساحرة” وماما نجوى فكل ما جاء في السنوات الأخيرة عبارة عن تفاهات وبرامج لا تبحث سوى عن المال، وهي تمثل تهريجا حقيقيا لا علاقة له بوظيفة المهرج النبيلة !
لا تعليق