• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الخميس 25 أفريل 2024 ميلادي, الموافق لـ 16 شوال 1445 هجري الخميس 25 أفريل 2024 م | 16 شوال 1445 هـ

آخر الأخبار

من التصحيح إلى الإستثنائي والعادي!!

من التصحيح إلى الإستثنائي والعادي!! ح.م

في ظل غياب صورة سياسية شاملة وواضحة تبين مكانة الأحزاب في المشهد السياسي الوطني تشذ منظومة الحكم في الجزائر بنسقها السياسي عن غيرها في الدول العربية والإفريقية.

ولا يحتاج الأمر لكبير ذكاء ليتيين لنا مثلا بالعودة إلى دستور 1989 أن تأسيس الأحزاب السياسية في الجزائر تم أساسا على انشقاقات وخروج عن مبدأ السمع والطاعة، الظاهرة نفسها تنامت في معسكر الإسلاميين، حيث أن كل الأحزاب ذات التوجه الإسلامي نشأت من مخاض صراعات وانشقاقات بسبب حرب الزعامات ودكتاتورية القرارات و الإنفراد بها.

فـوعاء «الفيس المحل» على سبيل المثال لم يكن موحدا إيديولوجيا بل كان يتشكل من عدة تيارات ومن الطبيعي أن قاد ذلك إلى صدامات بين التوجهات والمرجعيات في ظل عجز القيادة أعلى هرم الحزب على احتواء الأزمة واستيعابها. الغريب أن الظاهرة لم تشمل الأحزاب ذات التوجه الإسلامي فحسب بل تعدته إلى الأحزاب ذات التوجه الديمقراطي والعلماني على غرار حزب جبهة التحرير الوطني وحزب التجمع الوطني الديمقراطي وكذا الأفافاس والأرسيدي.

وقد تداخلت عدة عوامل وظروف في بروز ما يمكن تسميته بـ “الماركة السياسية” الجزائرية بامتياز، فنقص التكوين والتأطير السياسي وغياب الانضباط الحزبي لدى المناضلين على اختلاف مراتبهم ضمن أيّ حزب سياسي مهما كانت توجّهاته، ولايقصد بالانضباط أن تنفرد القيادة بالقرار والرّأي كما حدث لدى كثير من الأحزاب وإنّما يُقصد به وجود التزام أخلاقي لدى المناضلين من القاعدة إلى القمة بالدفاع أولا و التقيّد ثانيا بالقرارات المتّخذة بالأغلبية بالهيئات الحزبية مهما كان الاختلاف حولها لتحقيق التوافق الداخلي.

ولعل المرحلة الفاصلة في تاريخ التصحيحيات كانت العام 2004، تاريخ انعقاد الحركة التصحيحية للأفلان بالجلفة والإطاحة بعلي بن فليس وتعيين بلخادم منسقا للحزب في خطوة باركتها رئاسة الجمهورية و دعمتها آنذاك مكرسة بذلك الحركات التصحيحية كمفهوم صارت تخرجه “جماعة الليل” في وجه كل من متمرد أو طاعن في توجهاتها ومخططاتها.

وعرف المشهد السياسي الداخلي منذ ذاك التاريخ تحولا في حياة الأحزاب السياسية حيت تم إضعاف غالبية الأحزاب وتشتيتها وتفجيرها من الداخل عكس الأنظمة العربية التي تستعمل طريقة تقليدية وهي حل الأحزاب والزج بقياداتها إلى السجون أو نفيها إلى الخارج .

والملاحظ أن التوجه الأخير لأحزاب السلطة في تخييط المؤتمرات جاء باستبدال التصحيحيات وتحويل مؤتمرات الأحزاب من الاستثنائي الى العادي وفي هذا غلق للعبة واختيار رجال “السمع و الطاعة”.

وواضح جدا أن ظاهرة التصحيحيات لها علاقة بحرب المواقع والرغبة في الحصول على المناصب ولا تمت بصلة بالصراع الإيديولوجي أو اختلاف وجهات النظر، بدليل أن المنشقين لا يملكون برامج تختلف أو تتميز عن برنامج قيادات أحزابهم في الطرح السياسي والنظرة إلى المستقبل، و من العيب غيهام الرأي العام أن الظاهرة حالة صحية تستوجبها كل الديمقراطيات في العالم !!

[email protected]

1 تعليق

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.

  • تعليق 17374

    madjid bourdache

    algerie mon beau paye pour toujour merci pour vous sellal c le moment bon courage