• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الخميس 25 أفريل 2024 ميلادي, الموافق لـ 16 شوال 1445 هجري الخميس 25 أفريل 2024 م | 16 شوال 1445 هـ

آخر الأخبار

فقه الإذلال في قفة رمضان

فقه الإذلال في قفة رمضان ح.م

من سن السٌنة الرمضانية الخاصة بقفة رمضان يكون قد أرسى لفقه يخالف الشعار الذي بنى عليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حملته الانتخابية من سنة 1999.

فنجاح حملة الرئيس آنذاك مثلما يقول متابعون مرّدها أخذ بوتفليقة بنصائح مختصين في سيكولوجية الفرد، حيث توجه إلى مربط الوتر الحساس وعزف بمقولته الشهيرة “ارفع راسك يابا” وسبقها ببساط ناعم ألوانه نسجت من أحرف “جزائر العزة والكرامة” .

الهبة الشعبية التي عرفتها تلك المرحلة وهي رفع الغبن والحقرة وتكريس الكرامة والعزة وسط أفراد الشعب الجزائري سرعان ما اهتزت وربت تلك المرحلة وأينعت عهدات رئاسية اعتمد عرابوها على سياسة شراء السلم الاجتماعي .وعرفت قفة رمضان خلال هذه الفترة جدلا واسعا في البلاد فطريقة التوزيع التي تعتمدها الحكومة تعتبرها منظمات حقوقية ومدنية ورواد شبكات التواصل الاجتماعي “إهدارا لكرامة الفرد الجزائري”.

ورفضت العديد من الجمعيات التعامل بهذه الآلية لمساعدة المحتاجين، خاصة وأن التجربة أثبتت كما يقول البعض وجود عمليات تلاعب واختلاس في قيمة القفة.، الأمّر والأدهى، مظاهر الطوابير المصطفة أمام مقرات البلديات تنتظر الظفر بعلبة طماطم وكيس أرز أو قارورة زيت صفراء صفّرت وجوه طالبيها.

هزت الصور الغيورين على الجزائر، ممن طالبو الرئيس آنذاك في رسالة بإيقاف المهزلة في حق هذا المواطن المغبون وتعويضها بصك بريدي يحفظ كرامة العائلة الجزائرية.، حيث ذكّرت صورة الطوابير بـ “عام البون” أين عمدت سلطات الاحتلال الفرنسي بطريقة ممنهجة إلى إذلال الشعب ففرضت نظاما جديدا لتوزيع المواد الإستهلاكية الأساسية عرف “بنظام التموين” إذ أصبحت المواد تقتنى بأوراق الإذن يتم شراؤها و سميت تلك الأوراق “البون””.

وتولت البلديات عملية التوزيع فوضعت دفاتر خاصة “كارنيات” أو بطاقات التموين ذات ألوان وأرقام، منها ما يتعلق بالزيت و البيض والسكر والشاي والقهوة والصابون والخضر كالبطاطا والوقود, ومنها ما يخص الأثواب والألبسة على اختلافها.

وكان التموين يوزع على المتاجر حسب الأحياء والمدن، وكانت إدارة التموين تغير لون البطاقة كل ستة أشهر، وكل تقطيع يصلح لاقتناء مادة واحدة، ولا تختلف الطوابير التي تعود صورها للسطح مع كل رمضان، ومظاهر الأسى والحرمان التي تطبع أصحابها، وهم ينتظرون صدقة من الأميار والمسؤولين، عن مظاهر فترة ” البون” ليبقى السؤال: هل قفة رمضان إهانة ممنهجة أم معونة قوامها الشفقة؟

1 تعليق

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.

  • تعليق 17859

    Fattijoseffine

    سبحان الله فالتاريخ يعيد نفسه بتغيير بسيط في المسؤولين عن توزيع القفة من الاحتلال الفرنسي الى الاميار وتغير الظروف ايضا ففي تلك الحقبة كان الشعب الجزائري محتلا ومحتاجا بالفعل الى ذلك ،اما عن الهدف فهو واحد وهو لفت نظر الشعب عن الامور المهمة في الدولة التي تمس كرامته وسيادته الى الامور المعيشية التي تخصه كي لا ينتفض فقفة رمضان تعتبر بمثابة تنويم مغناطيسي لأولئك الذين يقبلون الاهانة والذل ويرضون بالقليل من اجل اسكاتهم عن امور خفي امرها… كما ان الذين يتكالبون عليها نجد 05٪ وربما اقل من يستحقونها فعلا اما البقية فهم الانتهازيون الاذلاء الذين لا تجد في وجوهم الا الجرأة على اكل مال الضعيف الفقير … ولو ارادوا هم وتصدقوا عليه مما اعطاهم الله لما احتاج الفقراء الى قفة رمضان قفة الذل والهوان …