• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الجمعة 19 أفريل 2024 ميلادي, الموافق لـ 10 شوال 1445 هجري الجمعة 19 أفريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ

آخر الأخبار

شدّوا على رمضان بالنواجذ!!

شدّوا على رمضان بالنواجذ!! ح.م

بعض الناس يدعون بحرقة واستجداء أن يبلّغهم الله رمضان، أي أن يطيل في عمرهم ليستقبلوا الشهر الفضيل، فيصومون نهاره ويقيمونه ليله، ويوصلون صبحاته بمساءاته ذكرا وترتيلا، وعندما تنقضي أيامه، يبكي البعض خفية رحيله، وآخرون يعزّون أنفسهم في بعض المظاهر التي تظل لصيقة بشهر رمضان وحده دون غيره من شهور السنة، اللّمة العائلية والدفء الأسري، اللذين يأفلان فجأة بمجرد بزوغ هلال العيد، تماما كما يحضران فجأة مع أول هلال رمضان.

مظاهر اللّمة الجميلة التي يؤسس لها رمضان وحده، قد يحسدنا عليها الكثيرون، ولا شك يتمناها ممن لا نتقاسم معه الدين والمعتقد واللغة، على رأسهم الغرب بمفهومه الفلسفي، الذي صرنا نشبهه في حالة التراخي العلائقي بين أفراد العائلة الواحدة،يعيد لحمتها رمضان وحده، فتعود العائلة المنشطر أفرادها العام كله، لتجتمع حول مائدة واحدة، تشعر بجوع واحد، وعطش واحد، وتتقاسم لحظة الإفطار في وقت واحد، كل ذلك في أجواء روحانية نفتقدها الحول كله، بعدما صارت البيوت مراقد نأوي إليها نهاية اليوم منهكين، فلا نجد ( نَفَسا) للحديث إلى بعضنا البعض، ولا وقتا للإستماع إلى آلام بعضنا البعض، ولا حيلة لإسعاف بعضنا البعض.

ومثل البيوت، تمتلئ المساجد بالمصلين، وتتحول إلى ملتقى يومي لأفراد الحي الواحد والعمارة الواحدة ، و البيت الواحد أيضا، فيسلم الناس على بعضهم البعض، ويتقاسمون حبة التمر الواحدة، و كأس الماء الواحد، و يتسامحون ويعرف يعضهم أخبار البعض الآخر، بعدما التهمت الدنيا ومشاغلها كل وقتنا ، وبالكاد صرنا نجد متسعا ضيقا جدا لوقت جميل نقضيه مع أولادنا، و صدق سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندما قال : ”لو يعلَم النّاس ما في رمضان من الخير لتمنّت أمّتي أن يكون رمضان السنة كلّها” ..

ولا شك أن الخير الذي يتحدث عنه أفضل خلق الله، هو هذا الجانب الإجتماعي الذي يطبع بامتياز الشهر الفضيل دون غير ه من شهور السنة ، ولهذا السبب خصّه الله بالذكر في محكم تنزيله، و لم يذكر باقي أشهر السنة، بل وأتخم رمضان بالثواب والجزاء، فجعل أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النّار والشقي فقط  مَن حرم فيه رحمة الله عزّ وجلّ .

ويغدو الشد على رمضان بالنواجذ وبالأظافر أيضا، وشكر الرحمن على نعمة وجوده بيننا، وهو من يجمعنا ، ويرّدنا لبعضنا البعض، ويطبطب على أكتافنا، أكثر من استرتيجي، للملمة بقايا العلاقات الإجتماعية دخل الأسرة الواحدة، حتى لا تضمحّل كلية باقي العمر، ولا يهم بعد ذلك، إن شقّ على الكثيرين منّا ملء قفة متوسطة بما تحتاجه مائدة رمضان من خضار وبقول ولحم ودجاج وزبيب و عنب !!

 

 

 

 

 

 

 

 

لا تعليق

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.