• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الخميس 25 أفريل 2024 ميلادي, الموافق لـ 16 شوال 1445 هجري الخميس 25 أفريل 2024 م | 16 شوال 1445 هـ

آخر الأخبار

حبة القمح وفوبيا الدجاج

حبة القمح وفوبيا الدجاج ح.م

أذكر أني ذات مساء تحلقت وأصدقائي حول طاولة بمقهى وما إن جلسنا حتى بدأ الكل يشتكي من حال البلد على طريقته حينها تذكرت مقولة ابن خلدون الانسان بن بيئته وقررت ان أحفظ ماء وجه المنظمات الدولية التي صنفت الشعب الجزائري كأسعد شعب وأبعد أصدقائي عن جو السياسة وقرفها فاقترحت أن أقصّ عليهم نكتة تنسيهم همومهم فرحبوا بالفكرة.

قصصت عليهم حكاية ذلك الرجل الذي أصابه مرض نادر فتوهم نفسه حبة قمح وصار كلما رأى دجاجة سارع إلى الاختباء خوفا من أن تنقبه فلما ساءت حالته تم عرضه على طبيب نفسي وبعد عدة حصص علاجية استطاع الطبيب إقناعه بانه إنسان طبيعي فأخذه ومر به على الدجاج  حتى يتأكد من شفائه لكن ما أن رأى الدجاجة الأولى حتى ارتعب وتخفى فبادره الطبيب ألم تقتنع بأنك إنسان قال المريض بلى أنا عن نفسي مقتنع لكن من يقنع الدجاج بأني لست حبة قمح.

ضحك الأصدقاء مطولا ثم صمتنا ليقطع أحدهم الصمت بقوله أنا أدرك حجم شغفك بالسياسة وأغوارها وإن لم تسقط لنا هذه الحكاية على الواقع فسوف تدفع ثمن المشروبات.

تحسست جيبي فلم أجد بديلا عن تنغيص حياتهم بمرارة العزة و الكرامة قلت لنبدأ من علاقتنا بالمستعمر ألا ترون أن سلطتنا ظلت طيلة العشرية الأخيرة تعاني نفس الوهم وترى نفسها حبة قمح مرعوبة من دجاجة باريس ، ورغم نداءات العقلاء الذين نبهوها لعديد الملفات التاريخية و السياسية و الاقتصادية التي كان يمكن أن تنقب بها فرنسا لكنها لم تفعل وهو ما يؤكد أن حالتها مستعصية ولن يستطيع أي طبيب إقناعها بأنها دولة مستقلة وليست حبة قمح ولا إقناعها بأن فرنسا ستظل تنقبها مادامت مقتنعة بأنها أهل للنقب ولها القابلية لذلك قالو بلى.

قلت بماذا تفسرون إذن دعم السلطة عندنا لبشار الأسد و السيسي ان لم يكن توهٌمها بأنها ستكون حبة القمح التالية بعد سوريا التي نقبتها دجاجة الربيع العربي، لماذا تصم هذه السلطة أذانها عن دعوات المعارضة بتنظيم انتخابات حرة و نزيهة ان لم يكن هاجس نقبة أخرى من دجاجة الشعب المخنوق تضاف إلى نقبة انتخابات التسعينيات؟

ظللت أذكر الاسقاطات الواحدة تلو الأخرى وأصدقائي يزدادون شحوبا مع كل إسقاط حتى قلت أخيرا أنا عن نفسي مقتنع بأني ربحت التحدي ولست من سيدفع، لكن من منكم سيقنع دجاجته تبيض له ثمن المشروبات ؟

لا تعليق

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.