• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الجمعة 29 مارس 2024 ميلادي, الموافق لـ 19 رمضان 1445 هجري الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ

آخر الأخبار

بحث في فائدة اقتصاد تائه..

بحث في فائدة اقتصاد تائه.. ح.م

يتوغل في المجتمع شعور رهيب بالإحباط، يكفل إجهاض أي محاولة لإقلاع سياسي أو إقتصادي أو مجتمعي، ويطيل من عمر أزمة "استراتيجية" بامتياز تتجلى في غياب رؤية طويلة المدى للاقتصاد الجزائري منذ الاستقلال لصالح برامج حكومية مصبوغة بطابع "إداري" صرف

قد تكون العبارة التي عنونت بها هذا المقال غريبة نوعا ما، لكن الأغرب بكل تأكيد هو حال الاقتصاد في بلادي، والأشد غرابة هو تعاطي الحكومة ووسائل الإعلام المختلفة مع الشأن الاقتصادي في الجزائر بنوع من الجمود والرتابة، وبشعبوية كبيرة أدت وتؤدي لمزيد من الإحباط لدى الرأي العام داخليا ولمزيد من الغياب عن الحركية الاقتصادية العالمية.

فالحكومة تركز في طرحها الاقتصادي على مشكلة أساسية تتجلى في تبعية الاقتصاد الوطني لبرميل نفط تتلاعب به أيادي الكبار وتعكف على إثر ذلك في تصور حلول مالية يشرف على تنفيذها وزير القطاع عبد الرحمان بن خالفة. فمن عملية “الامتثال الجبائي الطوعي” في قانون المالية التكميلي 2015، إلى “سياسة مالية انكماشية” في قانون مالية 2016، وصولا الى “القرض الوطني للنمو الاقتصادي” يسير السيد بن خالفة في كل اتجاه يعتقد أنه كفيل بتوفير جرعة “أسبرين” لاقتصاد “مُسَرْطَن”.
وسائل الإعلام من جهتها، عكفت منذ صائفة العام 2014 في الحديث عن الوضعية الاقتصادية للبلاد بالغرق في جزئيات تبتعد عن تصوير الأزمة وفق منظور شامل ومتكامل يفضي لإتاحة المجال لرسم حلول أو على الأقل الإيحاء بها. وراحت تتبع تصريحات المسؤولين وزلات لسانهم والتراشق بين خبراء ووزراء وبين وزراء ووزراء وبين وزراء ورجال أعمال في مشهد بائس لـ”شخصنة” الاقتصاد.
وبين هذا وذاك يتوغل في المجتمع شعور رهيب بالإحباط، يكفل إجهاض أي محاولة لإقلاع سياسي أو إقتصادي أو مجتمعي، ويطيل من عمر أزمة “استراتيجية” بامتياز تتجلى في غياب رؤية طويلة المدى للاقتصاد الجزائري منذ الاستقلال لصالح برامج حكومية مصبوغة بطابع “إداري” صرف لا روح فيها.
الاقتصاد ليست شأنا حكوميا وفقط، بل إنه يتعدى الحكومة، إلى كل شركائها الاقتصاديين، ليتحملوا جميعا مسؤولية “طرح الأسئلة الصحيحة”، فمن غير المعقول أن نصل إلى أجوبة صحيحة بأسئلة خاطئة.
خمسون عاما ونيف هو عمر “الصمت الاقتصادي” في الجزائر أو عمر “الأسئلة الخاطئة” التي زجت بالبلاد ومقدراتها في مسارات خاطئة، سماها البعض “اشتراكية” وسماها البعض الآخر “ليبرالية” وأسميها كمواطن جزائري مسارات “اعتباطية” فرضتها معطيات تتشابك فيها خيوط كثيرة.
لنقف اليوم وبعد كل هذا الوقت أمام ما يسميه الوزير الأول عبد المالك سلال “نمطا اقتصاديا” جديدا سيقودنا من النفط إلى ما بعد النفط في زمن ذابت فيه النماذج كلها في وعاء “العولمة الاقتصادية والمالية” فهل ستخطئ الحكومة من جديد في قراءة المشهد الاقتصادي الوطني والعالمي، لتحملنا نصف قرن آخر من “التيه”؟

 

  • رئيس تحرير بقناة الشروق نيوز .. مسؤول القسم الإقتصادي

3 تعليقات

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.

  • تعليق 16945

    محمد بهاء الدين

    فعلا.. مشكلة الاقتصاد الجزائري وغيره من الاقتصاديات العربية مشكلة استراتيجية وتحتاج لطرح اسئلة في محلها

  • تعليق 17021

    مصعب

    صحيت فاتح
    سعدت بقراءة الموضوع
    الحلول يمتلكها رجال يغارون على الوطن ولكن هل الحكومة تقبلهم ؟
    ان شاء الله تتحسن الاوضاع

  • تعليق 19756

    خياطين محمد

    عفوا أستاذ و لكني لا اوافقك الرأي حين تقول خمسون سنة و نيف و نحن في صمت اقتصادي، ففي فترة حكم الراحل هواري بومدين (و رغم الاخطاء المرتكبة) كانت هناك رؤية اقتصادية طويلة المدى شملت عدة ميادين، بما كانت تعرف بالثورات الثلاثة. الصناعية و الإجتماعية منها كانت تسير بخطى ثابتة نحو النمو فكنا أحسن بكثير من دول اوروبية و منها إسبانيا، إلا ان بوفاته فقدت الجزائر لا أقول الرجل و انما صرامته و مواقفه و بالتالي تجمدت مسيرة الجزائر نحو نمو اقتصادي كان ليجعلها في مصاف الكبار، ثم حدث ما حدث من تكالب داخلي و خارجي على هذه البلد أدى بها في الأخير إلى الانحطاط الذي نعيشه.