• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الجمعة 29 مارس 2024 ميلادي, الموافق لـ 19 رمضان 1445 هجري الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ

آخر الأخبار

العرب “إكسيت”

العرب “إكسيت” ح.م

الفعل ورد الفعل سمة من سمات الكيانات الحية، والعالم وضع اليوم عقارب ساعته على توقيت لندن، والكل اشرأبت أعناقهم باتجاه عاصمة الضباب لمتابعة " التسونامي" المرتقب الذي سيعقب زلزال "بريكسيت" وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي التي التحقت بالنادي بشروط خاصة جعلتها مميزة عن باقي الدول الأعضاء في فضاء اليورو.

 

و لا شك أن خروج بريطانيا من دائرة النجوم الصفراء سيكون له تبعات على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، خاصة وأن من بين دوافع الخروج مقاربة إيديولوجية ونزعة قومية، ولم تكن وليدة نزوة عابرة، بل أملتها المصلحة، هذه المصلحة تمت ترجمتها انطلاقا من مقاربة واقعية ذات بعد قومي محض، في تناسق تام مع تنامي موجة التيار اليميني المتطرف الذي أخذ لنفسه مكانة متقدمة في الخريطة السياسية الأوروبية والغربية بشكل عام، وإلا كيف نفسر بروز هذا التيار الذي أصبح هو المحرك للسياسات وتوجهات المجتمع لما يتعلق الأمر بحماية بلدانهم ومستقبلهم، فاليوم انتصر التيار اليميني في بريطانيا، وقبله في فرنسا مارين لوبان وحزبها الجبهة الوطنية حقق المفاجأة، ورأينا كيف أصبح التيار اليميني المتطرف يحكم النمسا، وعدة دول أوروبية أخرى تسير في نفس الفلك، والعدوى انتقلت إلى الولايات المتحدة، ونتابع جميعا كيف ارتفعت هناك أسهم “دونالد ترامب”.

وقفنا هنا عند أهم التفاعلات التي خلفها خروج بريطانيا من النادي الأوروبي، مع أن ارتدادات أخرى ستطل برأسها مع مرور الوقت، هذه الوقفة هي مجرد مقدمة نسقطها على واقعنا العربي، ونقيس من خلالها مدى أهمية المؤسسات التي تجمع دولنا، على سبيل المثال الجامعة العربية، وفي شمال إفريقيا فيما يتعلق الاتحاد المغاربي، والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة ونحن نعقد هذه المقارنة، ما الذي سيتغير داخل الجامعة العربية لو أعلنت دولة ما مثل السعودية أو الجزائر أو حتى جزر القمر خروجها من هذه المنظمة، مع أن الجامعة أقدم من الاتحاد الأوروبي؟ هل ستتأثر بورصات الدول العربية أو البورصات العالمية؟ وما هو حجم هذه التأثيرات إن وجدت على باقي دول العالم؟ أبعد من ذلك لو حلت الجامعة العربية، هل ستتأثر الدول العربية وسيتأثر معها العالم؟ حجم التأثير لن يتجاوز مبنى الجامعة العربية في القاهرة وموظفيها، مثلا لو حلّت الجامعة العربية، هل سيتعقد حل القضية الفلسطينية أكثر ؟ ربما سيجد الفلسطينيون ضالتهم في تحرير أرضهم، عوض بقائهم رهينة حسابات ضيقة لدول عربية.

أظن أن واقع الاتحاد المغاربي هو أبلغ مثال، لأن قرار موريتانيا تعليق عضويتها في الاتحاد، أو كما اصطلح عليه التجميد التقني، لم يخلق ضجة حتى على المستوى الإعلامي، كيف لا والكيان مجمد وقد حول لمصلحة حفظ الجثث.

هذا الواقع يكشف لنا الفرق بين الكيانات الحية والأخرى الميتة، كيانات تُؤثر وتتأثر، وكيانات أخرى مجرد حبر على ورق. ما الفائدة من بقاء هكذا مؤسسات وحلها أجدى من بقائها؟ إن حالنا اليوم ترجمة لحال من يمثلنا، فمتى نتغير حتى نغير؟

1 تعليق

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.