قبل أزيد من 20 سنة صرح الإمبراطور الإعلامي الأمريكو – أسترالي روبرت مردوخ أن الأنترنت هو لغة العالم المقبلة، لم تعد الموسيقى وحدها لغة العالم بل الأنترنت أيضا.
لم يخطئ مردوخ حسابه، فنصف سكان العالم تقريبا يستخدمون الشبكة العنكبوتية وآخر الأرقام تتحدث عن 42.4 %من سكان العالم مرتبطون بالانترنت وأن 3.6 % مليار شخص في أنحاء العالم سيكونون مرتبطين بالأنترنت بحلول عام 2018، وأرباح شركة “فايسبوك” أكبر شبكات التواصل الاجتماعي وحدها بلغت 5.4 مليار دولار خلال الربع الأول فقط من سنة 2016 أي بارتفاع نسبته 52 في المائة من الزيادة السنوية فيما وصل عدد مستخدمي الفايسبوك إلى 1.65 مليار شخص خلال الربع الأول من العام الحالي أي ما يعادل زيادة بنسبة 15 في المائة !!
الاستثمار في الانترنت هو أفضل استثمار قد تتوجه إليه وسائل الإعلام الحالية في الفترة الراهنة، فأشهر الصحف البريطانية “الأنديبندت” وهي واحدة من أربعة أكبر الصحف البريطانية ونعني “التلغراف” و”التايمز” و”الغارديان” فاجأت شارع الصحافة البريطاني العريق “فليت ستريت” بقرارها توقيف طبعتها الورقية لصالح طبعة إلكترونية تمتد إلى الهواتف الذكية.
تراجعت مبيعات “الأنديبندت” خلال السنتين الأخيرتين وكان خيار الطبعة الإلكترونية الأقل كلفة اقتصاديا للبقاء في المشهد الإعلامي البريطاني.
والواقع أن حالة “الأنديبندنت” ليست حالة معزولة وقد تتبنى خيارها الكثير من الصحف المطبوعة التقليدية التي تواجه وضعا ماليا صعبا بسبب الأزمة الاقتصادية ونقص عائدات الإشهار والوضع ينطبق على كثير من الصحف الوطنية التي اختفت بمجرد شح الإعلانات أو غيابها كلية.
محليا كشفت دراسة حديثة حول مدى استغلال الجزائريين للشبكة العنكبوتية أن نصف المستخدمين يؤمنون بضرورة الاستفادة من الأنترنت ”تقنية الجيل الثالث” من أي مكان، وأن ثلث (3/1) الجزائريين يلجون إلى الشبكة باستخدام الهواتف النقالة، فيما يبقى المراهقون والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة هم الأكثر استغلالا للأنترنت بنسبة 74 بالمائة والعدد مرشح لأن يتضاعف في غضون سنة فقط أي بحلول العام 2017.
الجزائريون يبحثون عن تطبيقات على هواتفهم الذكية وليس فقط على حواسيبهم تسّهل حياتهم اليومية وعملهم وتقرّبهم من ما يجري حولهم من أحداث ومستجدات وتطورات بكبسة زر واحدة فقط، الوضع لا شك في صالحنا نحن الإعلاميين والمهنيين النشطين في حقل الإعلام للإستفادة من الطفرة الحاصلة في عالم التقنية والتكنولوجيات الحديثة لوسائل الإعلام والاتصال، لإحداث المزيد من التغيير والإستثمار في الإعلام الرقمي لاختصار مسافات التواصل مع الآخر وتقليص كلفة الوصول إليه.
الأرقام خارجيا ومحليا هامة لا شك وتعكس توجه العالم بأسره خلال السنوات القليلة المقبلة نحو الرقمنة الشاملة، أي ارتباط حياة الناس اليومية بالتكنولوجيا في تعاطيهم مع العالم ومع ما يحيط بهم في الجوار القريب لكن الأهم يتعلق بمضمون الأنترنت ماذا سنقدم نحن للآخرين، هل سنجتر ما ينشره الآخرون ويتقاسمونه أو نجتهد لصناعة مضمون جزائري محض يحكي عنا و يتفاعل مع قضايانا ويقدم الحلول التي تليق بنا لا تلك المنسوخة من مجتمعات بعيدة عنا لا تشبهنا.
إنه الرهان الذي نسعى إلى تحقيقه عبر الحضور الإعلامي الجديد لـ” قنوات الشروق” في المشهد الإعلامي الإلكتروني المحتشم، ولا شك أنه رهان صعب والأمر يتعلق بالمصداقية والحضور الدائم والتفاعل المستمر والمنافسة الشريفة التي لا تركب ظهور الآخرين لتحقيق سبق زائف !!
1 تعليق
تعليق 17020
مبروك علينا الموقع الجديد والصرح الذي انتظرته طيلة 6 اشهر الماضية مند اعلان عنه
ولكن خيبت امالي
البث المباشر غير موجود للشروق العامة وبنة تي في
على الاقل من اجل جالية التي تحرم من قنوات الشروق عبر نايل سات
جدول بث البرامج طريقة بدائية مثل موقع entv
اتمنى اعادة النظر للموقع مدام راه في البداية