• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الخميس 28 مارس 2024 ميلادي, الموافق لـ 18 رمضان 1445 هجري الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ

آخر الأخبار

بريطانيا ونحن

بريطانيا ونحن ح.م

فوز صادق خان بعمادة بلدية لندن وهو ابن سائق حافلة باكستاني، خلف جدلا عالميا حول فوز مسلم بمنصب سياسي رفيع في انجلترا أحد أقدم الديمقراطيات في العالم.

انتخاب صادق خان ليس وليد الصدفة بل زكاه في ذلك مستواه العلمي والمهني ورصيده النضالي، قبل ان يزكيه الناخبون في لندن، ولم يفز إلا لأنه كان الأحسن والأقدر من باقي البريطانيين المترشحين لشغل المنصب .. فهناك المسؤولية تكليف وليست تشريف.

يجب أن نقف جيدا ونقرأ بتمعن الظروف التي انتخب فيها خان المسلم، انتخابه جاء في وقت يشهد العالم نقاشا واسعا وشائكا حول الإسلام والمسلمين،  جاء في وقت اقترن كل ما هو مسلم وإسلامي بالإرهاب والتطرف، حتى ان الاسم العربي المسلم في حد ذاته  مثير للشبهة ومصدر للريبة.

لم يغامر الناخب البريطاني وهو يضع اسم صادق خان في صندوق الاقتراع شك بان مرشحه لن يخدم باكستان بلده الأصل على حساب بلد المنشأ بريطانيا، لم يخامره شك بان صادق لن يخدم الإسلاميين المتطرفين والحاق الأذى ببلده، صادق اقنع الكل بجدوى ان يكون هو الأصلح ليسهر على شؤونهم.

هل توجد اي نسبة مئوية ولو بمستوى صفر فاصل مليون في المائة ان يشغل صادق خان منصب رئيس بلدية في إحدى بلديات الجزائر أو السعودية أو الإمارات أو الأردن أو السودان أو ليبيا او تونس وكل الدول العربية، لو هاجر والده إلى  إحدى البلدان العربية بدل الاستقرار في لندن؟

أصلا المهاجر المسلم الباكستاني أو الأفغاني أو البنغالي، لا يفكر في ارتكاب فعل الترشح في الدول العربية ولو كان جده الخامس استوطن في هذه الأرض، لأننا في بلاد العرب لا زالت القبيلة والعشيرة والولاء وكل الاعتبارات الضيقة هي من تحكمنا على حساب الكفاءة.

لماذا لا يمكن ان نعيش مثل هذه التجارب الناصعة التي يعيشها الغرب؟ السبب تخلفنا  فنحن نخدم الأشخاص لا الإنسان مع أن التاريخ الإسلامي قدم لنا دروسا في فن التعايش وتقبل الأخر مهما كان جنسه او عرقه، المهم ان يخدم الإنسان، بل أن الحضارة الإسلامية من بناها هم من العرب ومن غير العرب.

المجتمعات الغربية تؤمن بالكفاءة والقيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها هذا الشخص لبلد إقامته بغض النظر عن لونه أو عرقه أو دينه، هنا أتذكر ما رواه لي صديق بعد عودته من رحلة عمل إلى الولايات المتحدة، حيث ارتكب غلطة حياته عندما سأل موظفة في الخارجية الأمريكية عن أصلها وهي كانت بملامح آسيوية، فكان ردها بأنها أمريكية فجدد السؤال عن أصلها ظنا منه أنها لم تفهم سؤاله، فكان ردها حاسما بقولها أنا أمريكية نقطة إلى السطر، ولا تعيد طرح هكذا سؤال.

ولو تسأل صادق خان عن هويته سيقول لك إنه مسلم بريطاني، أما نحن فأول سؤال يوجه لك من أي جهة أنت؟ ومن أي قبيلة؟ وكل الأسئلة التي تحيلك إلى ما قبل الدولة .. شكرا صادق خان شكرا لندن..

1 تعليق

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.

  • تعليق 17178

    لويس مجماج

    والسؤال يبقى :لماذا بريطانيا؟ ونحن لا؟؟؟؟!