• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الخميس 28 مارس 2024 ميلادي, الموافق لـ 18 رمضان 1445 هجري الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ

آخر الأخبار

تجاوزت ميزانية البريد والسياحة والبيئة والطاقات المتجدّدة والصناعة مجتمعين

ظاهرة “إلغاء الحفلات” في الجزائر.. هل ميزانية وزارة الثقافة ستحلّ مشاكل التنمية؟

ظاهرة “إلغاء الحفلات” في الجزائر.. هل ميزانية وزارة الثقافة ستحلّ مشاكل التنمية؟ ح.م

 

 أعاد خروج عدد من سكّان ولاية سيدي بلعباس أمس الأربعاء، احتجاجًا على إقامة الطبعة العاشرة لـ “مهرجان أغنية الراي”، جدلًا قائمًا حول المقارنة بين الميزانية التي تصرفها وزارة الثقافة، والميزانية المخصّصة للتنمية في هذه الولايات.

فبعد احتجاجات سكان ورقلة أمام ساحة المسرح لإلغاء حفل فنّي يشارك فيه فنانو أغنية الراي، جاء إلغاء مهرجان الأغنية القبائلية بولاية بجاية من طرف رئيس البلدية صادمًا للكثيرين، ولكن صاحب القرار تراجع عن قراره بعد تعرّضه لضغوطات حزبية وجمعوية خاصة وانّه ينتمي إلى حزب “الأفافاس” المعارض، وأعلن تأجيله إلى أجل غير معلوم.

تواصلت سلسلة الاحتجاجات ضدّ إقامة الحفلات، وألغي بعدها حفل الشابة الزهوانية وكادير الجابوني بولاية الوادي بالطريقة نفسها.

انقسمت آراء روّاد التواصل الإجتماعي بين مؤيّد ومعارض للاحتجاج، حيث يرى أصحاب الفريق الأوّل بضرورة التنمية في هذه الولايات التي تفتقر بعض مناطقها إلى الماء الشروب والغاز والكهرباء، وتنعدم فيها أدنى شروط الحياة.

الفريق الثاني، اتجّه إلى عدم الخلط بين ميزانية وزارة الثقافة والميزانيات الموجّهة للتنمية، إذ يرى أنه من الضروري الاهتمام بالجانب الثقافي، واحتدم النقاش بعدها وصولًا إلى إطلاق وصف “الإرهاب” و”الدواعش” و”الفكر المتطرف” على المحتجّين. بسبب إقامتهم صلاة جماعية أثناء الاحتجاج، رغم أنهم رفعوا شعارات تطالب بالتنمية وتحسين الوضع المعيشي، ولم يظهر أيّ أثر للشعارات الدينية التي تحرّم الغناء أو “تكفّر” الفنانين.

المدافعون عن المحتجين، رأوا أن المعارضين للإحتجاج لم ينتبهوا إلى مطالب المحتجين إلّا حين أقاموا صلاة جماعية أمام قاعة الحفل، وقاموا بتحريف مطالبهم “المشروعة” و”تمييع” قضيتهم بـ “تسييسها” و”أدلجتها” وإفراغها من محتواها، وانضم إلى هذا الفريق فنانون أيضًا، من بينهم كادير الجابوني الذي تسبّب المحتجون في إلغاء حفله بولاية ورقة، وقال “إن كان إلغاء حفله سببًا في وصول رسالتهم، فهو سعيد لأجلهم ويتعاطف معهم”.

ليس كادير الجابوني الذي تعاطف مع الفنانين فحسب، بل انضم إليه صوت الفنان الجزائري المعروف صافي بوتلة، والذي قال في حوار مع قناة “الشروق نيوز”: “لا يمكن أن نرقص ونحن غاضبون”، في إشارة منه إلى تعاطفه مع مطالب سكّان ولاية ورقلة.

بإلقاء نظرة سريعة على ميزانية التسيير التي اعتمدتها الحكومة الجزائرية لسنة 2018، نجد أن ميزانية وزارة الثقافة  تجاوزت 1500 مليار سنتيم، وهي ميزانية تراجعت مقارنة بالسنوات الماضية في زمن “البحبوحة المالية” الذي شهد ترأس الوزيرة السابقة خليدة تومي للقطاع.

ولكن بمقارنة ميزانية الثقافة مع ميزانيات أخرى متعلّقة بالتنمية والطاقات المتجّددة والبيئة والصناعة- هذا إذا أردنا أن نحاور الأرقام وفق الجدل الذي صنعته مواقع التواصل الاجتماعي- سنجد أن ميزانية وزارة الثقافة أهمّ بكثير من  الميزانيات المخصّصة لهذه القطاعات. فمثلًا نجد أن الميزانية المخصّصة للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة تتجاوز بقليل مبلغ 230 مليار سنتيم، وهو أقل سبع مرّات تقريبًا من ميزانية وزارة الثقافة.

ونجد أن الميزانية الموجّهة للسياحة والصناعة التقليدية في الجزائر، لا تتجاوز 320 مليار سنتيم، أي؛ خُمس ميزانية وزارة الثقافة، أما ميزانية البيئة والطاقات المتجدّدة  فهي في حدود 200 مليار سنتيم، والصناعة والمناجم بميزانية تقدر بـ 460 مليار سنتيم، وكلّها قطاعات حيوية ويُفترض أنّها تشكّل لبنة الإقتصاد الوطني الجزائري. وتقارب ميزانية الثقافة حسب جدول ميزانية التسيير لسنة 2018، ميزانية وزارة السكن التي بلغت هذه السنة 1663 مليار سنتيم.

يُشار أنه من المفارقات التي تحملها أرقام ميزانية التسيير 2018، هي أن ميزانية وزارة المجاهدين، تفوق ميزانية وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري في بلد بحجم قارة (أكبر دولة في إفريقيا)، إذ تقدر ميزانية المجاهدين بـ 22 ألف مليار سنتيم، بينما لا تتجاوز ميزانية الفلاحة 21 ألف مليار سنيتم.

 

 

 

 

 

 

لا تعليق

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.