• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الخميس 25 أفريل 2024 ميلادي, الموافق لـ 16 شوال 1445 هجري الخميس 25 أفريل 2024 م | 16 شوال 1445 هـ

آخر الأخبار

اتفاقها يصمد داخل"الأوبك"

الجزائر وبصمة الذّهب.. نفطيا ودبلوماسيا!

الجزائر وبصمة الذّهب.. نفطيا ودبلوماسيا! ح.م

بعد سلسلة التشويق التي سبقت اللحظات الأخيرة التي سبقت الإعلان عن نتائج الاجتماع المصيري للقاء منظمة الأوبك، هذا اللقاء الذي يعدّ الأبرز والتحدي الأكبر لإنقاذ اتفاق الجزائر المنعقد سبتمبر الماضي حول إمكانية خفض إنتاج كميات النفط، تماشيا والظروف الراهنة التي فرضها الواقع الاقتصادي الذي يعيش تقهقرا غير مسبوق، فأنظار العالم الآن وإلى غاية كتابة هذه الأسطر كانت تترقّب وبأعصاب مشدودة عن ما سيسفرُ عنه اللقاء، وهذه حوصلة لأبرز ما حدث :

أملٌ جزائري ممزوج ب”عرق نفطيّ”بارد قبل بدء اللقاء !

بعد أن علَّقت الجزائر نتائج اجتماعها سبتمبر الماضي إلى لقاء فيينا الحالي، والذي تجري أشغاله الآن، في سبيل الوصول لتوافق يرفع من قيمة الإيرادات المالية المتهالكة للخزينة العمومية، كان لقاء فيينا بالنسبة للجزائر هو الأمل وضربة الحظّ السعيد الذي يمكن أن يفرض وجود الجزائر كقوّة فاعلة لها مكانتها في السّاحة النفطية أو حتى الدبلوماسية، فقد ميزت الأحداث الجارية بالعاصمة النّمساوية قبل انعقاد اللقاء، الكثيرَ من التوتر نتج عنها إسالة العرق البارد سواء من قبل الرّؤوس الكبار لمنظمة الأوبك ويتعلق الأمر بالسعودية وإيران وروسيا وفنزويلا، خصوصا والخلاف الحادّ الذي جرى قبل اللقاء بين إيران والسعودية حين رفضت إيران خفض إنتاجها إلى مليون و400 برميل خوفا من”البعبع” الأمريكي الذي لطالما كان يتحيّن الفرصة للإطاحة بنفط إيران، وكذلك لتغلّب الطابع السياسي على اللقاء بينهما أيضا والذي يشهد توترا شديدا بالساحة الدولية.

بوطرفة وماراطون التشاورات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه !

تصريحات وزير الطّاقة، نور الدين بوطرفة، ممثل الجزائر بفيينا، أثناء حلوله هناك لم تكن مؤشرا طيبا منذ البداية على أن اتّفاق الجزائر سيصمُد، هذا ما ترجمه الامتناع وقتها عن الإدلاء بأيّ تصريحات لوسائل الإعلام خاصّة وأنه تزامن أيضا مع تشاؤم الخبراء عبر الوكالات حول فشل الاتفاق في خفض الإنتاج النفطي، بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك حين حذّروا من انخفاض سعر برميل النفط الواحد والذي كان عنوانهم في ذلك “استعدّوا لبرميل أقل من 40 دولار”، وكذا تصريحات مندوبي الدول المصدرة للبترول وقتها، مؤشّر جعل من بوطرفة ينطلق في ماراطون مشاورات مغلقة مع وزير النفط الإيراني محسن زنغنه، ومحمد الباركيندو رئيس منظمة الأوبك، ووزير الطاقة الفنزويلي ديل بيينو، في مساع من شأنها إنقاذ أرضية اجتماع الجزائر .

بعد الفضول الذي أصاب الكثيرين وخاصة وسائل الإعلام، حول طبيعة ما تضمّنته مشاورات وزير الطاقة الجزائري، نور الدين بوطرفة، مع ممثّلي إيران وفنزويلا والأوبك، أطلّ بعدها بنبرة المتفائل والواثق ليقول أن المشاورات كلّلتها الإيجابية، ليؤكّد مضيفا في سياق حديثه عن الإنقاذ الفعلي لما طار من أجله نحو العاصمة النّمساوية، تصريحات لم تُزل غشاوة التشاؤم بعد ممّا سينتج عنه لقاء أوبك المرتقب لهذا اليوم بعد، كون المؤشرات كانت تغلب عليها و بالإجماع سواء من الخبراء أو مندوبي الأوبك صفة السّلب.

اليوم المرتقب ونسمة التفاؤل !

في خرجة غير متوقعة، وخلال أشغال لقاء منظمة الأوبك بفيينا، تغيّرت تصريحات الفاعلين في المنظمة هناك، 180 درجة عمّا كانت عليه، وتحولت أجواء اللقاء هناك لجوّ غطى عليه التفاؤل بعد أن خيّم التشاؤم مطوّلا هناك، وهذا بعد خرجة كل من وزير النفط النيجيري، إيمانويل إيبي كاتشيكو، حين صرّح لموفد قناة”الشروق نيوز” فاتح بومرجان، هناك بأنه متفائل للوصول إلى اتفاق اليوم أين أعرب أنه يرى”عقلية متفتحة” في اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول، حيث تلتها بعدها تصريحات لوزير الطاقة الفنزويلي “إيولوخيو ديل بينو” ل”لشروق نيوز” بأنّ هناك إشارات إيجابية من روسيا لخفض الإنتاج في حال ترسيم اتفاق الجزائر اليوم.

بدوره، أدلى وزير الطاقة الإيراني بيجن زنغنه، في هذا السياق، بأنّ أعضاء منظمة الأوبك بإمكانهم أن يؤثّروا على الوضع لحفاظ على أسعار السوق، ليخرج بعده وزير الطاقة الإماراتي في تصريح خصّه” للشروق نيوز” مع موفدها فاتح بومرجان، بأن كل الدّول ستساهم في خفض الإنتاج بما في ذلك إيران، ليختمها مهندس اتفاق الجزائر، نور الدين بوطرفة، حين طمأن قائلا: “بأنّهم متفائلون بالموقف الروسي إذا نجحت أوبك في خفض الإنتاج ارتفاع أسعار النفط بـ5 بالمائة بعد التصريحات الايجابية لوزراء أوبك”، أمر بعث إلى بروز ملامح نجاح اتفاق الجزائر وصموده في فيينا”.

النتيجة : ختامها مسك وخفض للإنتاج !

يبدو أن المساعي الحثيثة لوزير الطاقة الجزائري قد كلّلت بالنجاح، والتي تمثلت في إنجاحه في اعتماد اتفاق الجزائر المنعقد وإقناع الدول المصدرة للبترول بخفض إنتاجها لبرميل النفط اليومي، هذا الأمر الّذي أكّده وزير الطاقة القطري محمد بن صالح، حين صرّح بأنّ بوطرفة “بذل جهدًا خرافيًا لتحقيق الإجماع بين الفرقاء على هامش اللقاء”.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد ذهبت النتائج إلى أبعد من ذلك خلال اجتماعها بمنظمة الأوبك سبتمبر الماضي،  فقد أسفرت نتائج اللقاء إلى خفض الإنتاج بنسبة مليون و200 برميل يوميا، ، وهو ما أكّده الوزير خلال حديثه مع موفد”الشروق نيوز”، أين أوضح بأنه تم أيضا خفض حوالي 600 ألف برميل يوميا للدول الخارجة عن أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول، ويتعلق الأمر ب 300 ألف برميل لهذه الدول و 300 ألف برميل أخرى بالنسبة لروسيا، يشرح وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة.

لم يعد هناك مجال للشك، حول وزن الجزائر الدبلوماسي بدول الخارج، هذا ما يؤكده التتبع الدقيق لكرونولوجيا الأحداث عبر تاريخها سواء من الناحية الإقتصادية أو فيما يتنعلق بسياستها الخارجية.

 

 

 

 

لا تعليق

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.