افتكت الثقافة ،بعد طول غياب ،مكانة جميلة في الشبكة البرامجية الجديدة لقناة"الشروق تي فيّ"عبر البرنامج الثقافي الجامع"الثقافة و الناس" الذي سيمنح مساحة للفن و التشكيل و المسرح و السينما و الإبداع عامة ليحكي ألوانه ، كل ألوان طيفه . و خلافا لشعار البرنامج"ألقوا بالثقافة إلى الشارع يلتقطها الناس"يلقي الأديب و الإعلامي"رشدي رضوان"بالثقافة إلى استوديو"الشروق تي في" يلتقطها كل المشاهدين و هذا انطلاقا من سهرة اليوم السبت ابتداء من الساعة التاسعة والربع (21سا و15د). الموقع الإلكتروني لـ"قنوات الشروق" التقى معدّ و مقدم برنامج"الثقافة و الناس"رشدي رضوان" و معه كان هذا اللقاء المقتضب :
يدخل برنامج” الثقافة و الناس”الشبكة البرامجية الجديدة لموسم 2015/2016 في وقت ظل حضور الفعل الثقافي في قناتي الشروق محتشما . كيف جاء الالتفاف للثقافة و أهلها ؟
كان إطلاق برنامج ثقافي جامع وشامل يليق بمنبر”الشروق” وبمشاهديها من المثقفين والمبدعين، هاجسا شخصيا منذ إطلاق القناة ورهانا صريحا لدى إدارتها. لذلك جاءت”الثقافة والناس” لتتوّج هذه الرغبة وتبعثها في شكل ومضمون يعيد للثقافة مكانتها الحقيقية في منابر الإعلام.
يعود رشدي رضوان إلى الثقافة بعدما أخذته السياسة بعيدا عن فضاءاتها وأهلها ، كيف جاء الانتقال من إعداد وتنشيط حصة سياسية إلى أخرى ثقافية ؟
أنا بالأساس صحفي بدأ حياته المهنية بمعاقرة الشأن الثقافي ومتابعته كما أن الهاجس الأدبي الذي أحمله جعلني قريبا من المشهد الثقافي ومن صنّاعه والفاعلين فيه منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، لذلك أعتبر نفسي”ابن الكار”الذي تنكّر زمنا لأهل كاره وخالط الشأن السياسي، شأنٌ قد تفرضه مسؤوليات التحرير. أنا أؤمن بقدرة الصحفي المتمرّس في الشأن الثقافي على الكتابة في مختلف القطاعات الأخرى.
ما الذي استفاده رشدي رضوان من فترة اشتغاله بقسم السياسة،هل يحتاج المثقف أو الشاعر إلى السياسية وهل تساعده الأخيرة على رؤية الآخر بشكل(صحيح) بعيدا عن مشاعر الأديب ورهافة حس الشاعر؟
شعار برنامج”الثقافة والناس”هو” ألقوا بالثقافة إلى الشارع يلتقطها الناس” وجاء الشعارٌ منسجما مع فكرة أنّ كل شيء في حياتنا منطلقه الثقافة.. الحياة ثقافة والمجتمع ثقافة والرياضة ثقافة وحتى السياسة هي بالأساس ثقافة ترتكز على الاختلاف. يمكن القول إن الذي يحسن التعامل مع الأصل سهل عليه التعاطي مع الفروع.
في عنوان البرنامج مكان للناس ،للعامة ،في وقت ظل فعل الثقافة محتكرا من قبل نخبة تتحدث عنه بشكل متعال أعطى الانطباع أن الأخيرة في واد والناس في واد آخر،هل هو التصالح أخيرا بين الطرفين؟
بحديثك عن “العامة” أؤكّد أنني كنت ولا أزال منحازا للعام ضد الخاص .إن المطلقُ هو الذي يصنع منك الخاص، أما الخاص فكائن مغلق لا يعترف بالمطلق أو بالأحرى يعيش ليستغلّ المطلق. العام هو شريك في النجاح، صانعه ومحرّكه الأول، والمخطئ من يعتقد أن الثقافة فعل نخبة أو حديث صالونات.. لأن الذي لم يجلس في مقهى شعبي ولم يركب حافلة من”شاموناف”إلى”الحرّاش” ولم يجلس في مدرّجات جماهير الكرة،كيف له أن يتحدّث باسم الثقافة. أعتقد أن برنامج”الثقافة والناس”هو فعل إعادة الثقافة إلى أصولها.
لا تعليق