• الشروق العامة نيل سات: HD 10992 V SR:5000
  • الشروق الإخبارية نيل سات: SD 10992 V SR:27500
  • سي بي سي بنة نيل سات: SD 10922 V SR: 27500
الجمعة 19 أفريل 2024 ميلادي, الموافق لـ 10 شوال 1445 هجري الجمعة 19 أفريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ

آخر الأخبار

كل واحد الله يسهل عليه !

كل واحد الله يسهل عليه ! ح.م

'إن لم تستح فاصنع ما شئت'.. وحدها هذه الجملة، تصف الانزلاق المخيف، والتملص الكبير، والفشل الذريع، والواقع المرير، والمستقبل الخطير للجزائر مع حكومات من هذا الطراز، لا يخجل فيها وزير أن يقول بملء فيه لأربعين مليون 'صابر' فوق هذا المكان من الأرض: كل واحد الله يسهل عليه!

محزن جدا، أن تتملص الحكومة، على لسان المؤتمن على داخليتها من مسؤوليتها في إدارة الشأن العام، في وقت تكسر الحكومات عبر العالم قواعد العولمة، وما أدراك ما قواعد العولمة، فتفسخ عقود الشراكة، وتزلزل الكيانات الاقتصادية الكبرى، فقط لتحترم كلمة شعبها، وتضمن سيادته ورفاهه.. عن بريطانيا أحدثكم!

مخجل جدا جدا، أن تتملص الحكومة، على لسان المؤتمن على داخليتها من مسؤوليتها في ضمان غد أفضل، في وقت تخطط حكومات دول بترولية للتخلص من سطوة النفط وبناء رؤية متكاملة تمتد لغاية 2030، ويسعى فيها الوزراء لتسويق الخطة في شتى أصقاع الأرض، من شبه جزيرة العرب، إلى ‘سيليكون فالي’.. عن المملكة العربية السعودية أحدثكم!

مؤلم جدا جدا جدا، أن تتملص الحكومة، على لسان المؤتمن على داخليتها من مسؤوليتها في بناء مزاج عام ‘إيجابي’ يؤسس لبناء وطني فعال، في وقت تدخل حكومات رهان التجارة العالمية، وبناء الفرد، وتطوير الحوكمة وأدواتها، وتجعل للسعادة وزارة ووزيرة لها من العمر اثنان وعشرون ربيعا.. عن الإمارات العربية المتحدة أحدثكم!

وبينما تزهر أعمار الشباب المتعلم والمثقف والواعي في حكومات أوطانها خيرا ونماء وعطاء وإعمارا، يطالعنا وزراء في خريف أيامهم، بتصريحات أقرب ما تكون إلى الخرف. فهل يدرك الوزير ما يمكن أن يفعل تصريح مماثل في ذهنية ومزاج مواطن يعيش فوق هذه الأرض. هل يدرك الوزير الأثر البليغ الذي يمكن أن يتركه تصريح مماثل على إنتاجية المواطن ومردوديته في عمله. هل يدرك الوزير أنه وزير كي يقدم الحلول ويطبقها! لم يبق لحكومة سلال إلا أن تحجز لنا تذاكر بالجملة في الجوية الجزائرية، وتؤّمن لنا جسرا جويا لليزوطو أو موزمبيق.. هناك على الأقل، لن يقال لنا: الله يسهل على كل واحد!

أين هي شجاعة الحكومة، وصولات وزرائها وجولاتهم من تبسة لتلمسان ومن العاصمة الى تمنراست، وتصريحاتهم المستأسدة حول تحكمهم في الوضع. سنتان فقط من عمر أزمة النفط، تجعلنا نشعر بالأسى على حكومتنا قبل أن نشعر بالأسى على أنفسنا، وهي التي ينطبق عليها قول الشاعر الأندلسي محمد بن عمار وهو يصف ملوك الطوائف وهم في حال أقرب لحالنا:

مما يزهدني في أرض أندلسٍ   * أسماءُ مُعْتَمِدٍ فيها  ومُعْتَضِدِ

ألقابُ مملكةٍ في غير موضعِها   *   كالهِّرِ يحكي انتفاخا صَوْلَةً الأسدِ

« Rien » كانت احد الكلمات التي قالها بدوي بصدق ومرارة حول جفاف المالية العامة، والمالية العمومية للبلاد، لكن مفردة « Rien » تنطبق كذلك على جفاف الأفكار، والتجفيف الممنهج للشخصيات القيادية التي تحتاجها البلاد، في مختلف مراتب الحكم، في هذه اللحظات الفارقة من التاريخ، التي تسجل تحولات كبرى على جميع الأصعدة.

كيف يجمع بدوي في خطابه بين النقيضين، إذ يصف الجميع بالفشل، ثم يدعوا أولئك الفاشلين على حد زعمه، إلى إنتاج الثروة التي تعلم الحكومة، أنها وبفضل رشادة مخططاتها، قد جففت ينابيعها تماما. إنتاج الثروة، لن يأتي به النفط  أو الغاز، أو  الفوسفات، أو الذهب، أو مصانع الحديد، أو مصانع تركيب السيارات، إنتاج الثروة يأتي من ‘المواطن الفرد’ الذي يتسابق أعضاء حكومة سلال، على إحباطه، والحط من عزيمته، في كل مرة، بمناسبة وبغير مناسبة.

ثم أن وزير الداخلية يتحدث بعد ذلك عن خطط لمواجهة الوضع المالي المتردي، في غياب زملائه من الحكومة، الذين يمتلكون أحقية وظيفية، في الحديث عن الاقتصاد عوضا عنه. السيد الوزير يتحدث بنفس المنطق الذي درج عليه أسلافه المتعاقبون على الوزارات، منطق ‘الاستعجال’ المحكوم بقرارات عرفية وظرفية وعلى المدى القصير، في غياب أدنى أبجديات ‘الاستشراف’.

كيف يقول سلال في الثلاثية مطلع جوان 2016 ‘أننا بخير!’ ويقول وزير داخليته في نهاية جوان 2016 ‘أن الحكومة يكفيها دفع الأجور إن هي استطاعت لذلك سبيلا’. هل يلتقي الوزراء حقا؟ هل يجتمعون حقا؟ هل يتباحثون الشأن العام حقا؟ أم أن الأمر يسير على غير ما نعتقد!

‘خلاص البترول وخلاصو الدراهم’ توصيف سريالي لواقع صبغه اليوم وزير الداخلية بلون أسود قاتم. واقع تخطئ الحكومة في تشخيصه، عندما تصفه بالأزمة الاقتصادية، نحن لسنا أمام أزمة اقتصادية، ذلك أن الأزمة محكوم عليها بالظرفية الزمنية، نحن أمام ‘مشكلة اقتصادية’ متكاملة الأركان، بدأت من تصور عقيم للاقتصاد وعلاقته بالسياسة وكل شيء في الجزائر ذات اثنين وستين وتسعمائة وألف، مشكلة تحتاج لمستوى آخر من الإدراك ومستوى آخر من الكفاءات ومستوى آخر من القادة.

أمام تصريحات مماثلة لم يبق لنا إلا أن نسأل الله خيرا بهذا البلد، متعلقين بأستار رحمته وحكمته في نهاية الشهر الفضيل، “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”

ملاحظة: أكتب هذه السطور كمواطن، لا كصحفي !

1 تعليق

كل الحقول مطلوبة! يرجى منكم احترام الآداب العامة في الحوار.

  • تعليق 23318

    césare oscare jupillie bale francois raouls el wahéde missoum mourade

    سيد الوزير هو على علم بقوة الجزائر نفس المشروع العلمي التوسعي و المونوبول الفضائي و السياسة و التكتل و التقدم و الأموال التي تدخل يوميا مثل المانيا فرنسا كندا أمريكا خاصة روسيا اكبر الامراطوريات اين احتكرنا التقدم العلمي الصناعي ….. لنفسنا منذ 1967 و سلطنا العقوبات الدولية و التحطيم الاقتصادي بالحصار العسكري و العلمي ….الهيمنة فكل من يقف من الخارج في وجه الجزائر نحطمه تحطيم انا الجزائر تنتمي ل منضمة و التكتل بال معناه المستقبل الزاهر للجزائر مضمون حاليا و انا من اديلا في الخارج هذا المشروع مسير من طرف بال او الواحد اسمي …. نستخلص انا الوزير يهتم بمستقبل الجزائر و لا يبالى بالنضرة التشائمية لتحطيم نفسيه المواطن ما يعرف بحرب الاعصاب ….الصهيونية