شدّد نائب رئيس حركة النهضة التونسية، الشيخ عبد الفتاح مورو، أن النهضة " مدنيّة في خطابها وممارساتها منذ زمن طويل" وأنها " لن تتخلى عن دروها الدعوى " و سـ " توكله لفعاليات المجتمع المدني " وأنها " ستتفرغ للإجابة على انشغالات التونسيين في ميادين الحياة العامّة".
وقال الشيخ مورو لدى نزوله ضيفا على منتدى يومية “الشروق” على خلفية المؤتمر العاشر لحركة النهضة، الذي أثارت نتائجه لغطًا واسعا في تونس وخارجها، أن حركة النهضة “لم ولن تغيّر جلدها، وأنها باقية على نهجها ومرجعيتها الإسلامية في الدفاع عن القيم والأخلاق والآداب العامّة، ولكنها لن تسعى لفرض سلوك معيّن على الشعب التونسي، بل هي ترافع لأجل الحريّات في مصلحة الجميع، لأنها تراهن على صناعة الوعي المجتمعي العام”.
وتحدث الشيخ مورو عن التجربة المغربية والتركية في التعاطي مع الإسلام السياسي، في رده على سؤال بشأن قرار مؤتمر الحركة الاستثنائي، فصل الديني عن السياسي في البرامج والتوجهات، حيث نفى أن يكون القرار تنصلا من المرجعية الإسلامية التي ظلت تطبع مواقف الحركة، بقدر ما هو رغبة كما قال من الحركة الإبتعاد عن “رفع الشعارات المقدسة عوضا عن المعالجة الواقعية للمشاكل التي تعيشها تونس” و” تنزيه الإسلام عن أي فشل سياسي لحزب بمرجعية دينية” قبل أن يضيف “إن الذي ذهبنا إليه هو عين ما يطبّق اليوم في بلدين قريبين منا، المغرب وتركيا”.
وشدّد القيادي في حركة النهضة أن القرار الذي اتخذته الحركة أي فصل السياسي عن الدعوي يبقى خاصا بالحالة التونسية ولا “يعتبر نمطا للحركات الإسلامية خارج بلدنا تونس”.
وفي ردّه على التصريحات التي أعابت على الحركة تخليها عن الدعوة لصالح السياسة قال مورو:”من يقول لنا من الجزائر أو من فلسطين أو من أوروبا لقد أخطأتم وأفسدتم العمل الإسلامي، أقول له هذا خياري أنا ولا أفرضه عليك ولا أقدمه لك مثالا يحتذى به، هذا اختيار اقتضته ظروف محددة قد ينجح وقد لا ينجح”..
لا تعليق